التشخيص
تختلِف أعراض اضطراب قصور الانتباه وفرط النشاط، عن أعراض نقص الانتباه العاديّ، في أنّ الأعراض التي يُعاني منها المُصابون تكون بشكلٍ مُزمِن، إذ تعتمد عملية التشخيص على مُراجعة التاريخ السريريّ للطفل، والمُقابلة الشخصيّة، وتطبيق أحد اختبارات الذكاء، وتطبيق أحد اختبارات التحصيل، والخضوع لِمقياس الدليل التشخيصيّ والإحصائيّ للاضطرابات العقليّة، ووفقًا لهذا المِقياس يجب أن تتوافر سِت سمات من أصل تسع عند الأطفال، وأن تتوافر من 4 إلى 5 سمات عند البالغين، وأن تستمر هذه السمات لمدة لا تقِل عن 6 أشهُر، وفي أماكن ووضعياتٍ مُختلفة، وأن تظهر قبل بلوغ الطِّفل سن الرابعة، ولا يُمكن تشخيص الحالة إلّا عن طريق الأطباء النفسيين،
أو أطباء الأطفال المُتخصصين في الاضطرابات العصبيّة، أو اختصاصيّي علم النفس السريريّ، ويجب طلب المُساعدة والسعي إلى التشخيص عند ملاحظة التدنّي الدراسيّ أو المُشكلات السلوكيّة لدى الأطفال، وعدم قدرة المُراهقين والبالغين على القيام بالمهام اليوميّة، أو الشعور بالإحباط والقلق، أو الإدمان، وإنّ من المُؤلم أن يكونَ الأشخاص القريبون من المُصابين بالاضطراب هم العامل الرئيس وراءَ مُعاناتهم، إذ إنّ الدائرة التي يُحصَرون فيها من الفشل المُتكرر نتيجة الاتهامات التي وُجّهت إليهم في البيت أو الصف هي السبب وراء تفاقم الأزمات في حياتهم، لذا يجب أن يقوم أيّ تدخّل علاجي على عاملين رئيسين
هُما: معرفة خصوصيّة هذا الاضطراب، ونشر الوعي بِه، وتوضيح تأثير البنية الدِّماغيّة في أدائهم، والعامل الثاني هو تحديد هيكليّة الدّعم وذلك من خلال تحفيز عمل وظائف الدماغ التنفيذيّة، وتعديل البيئة المُحيطة إلى بيئة داعمة، والتدريب على إتقان المهارات الاجتماعيّة، والعلاج السلوكيّ، وتعديل أساليب التدريس، وكذلك العلاج الطّبي العقاقيريّ، واستخدام تقنيات الكوتشينج، والإرشاد النفسيّ والعلاجيّ.
الفكرة من كتاب الاستراتيجيّات العلاجيّة لاضطراب قصور الانتباه / فرط النشاط.. وصفة النجاح والتألق
إنّ اضطراب قصور الانتباه وفرط النشاط أُحِيطَ بكثير من الخُرافات التي عادت بالسلب على أصحاب الاضطراب والبيئة المُحيطة، مثل خُرافة أنّهُ يمكن تخطّي هذا الاضطراب بمزيد من الجُهد فقط، وأن الأمر سهلٌ ومُمكن باعتماد الفرد المُجرّد على نفسهِ في تحسين سلوكِه، وهذا الكِتاب إنما هو سعي دقيقٌ ومُكثّف لدحض هذه الخُرافات، ورسم الطريق لهؤلاء الأفراد، وآبائِهم، ومُدرّبيهم حتى يعبروا بسلامٍ إلى برِّ الأمان بأقلِّ خسائر مُمكنة، مع دعم نفسيّ وتوعية مُجتمعيّة، تُتيح لهم إخراجَ إبداعِهم الكامِن خلف هذا الاضطراب.
مؤلف كتاب الاستراتيجيّات العلاجيّة لاضطراب قصور الانتباه / فرط النشاط.. وصفة النجاح والتألق
هدى نهاد شعبان: استشاريّة تربوّية مصريّة وخبيرة في صعوبات التعلّم، عَمِلت في المجال التربويّ في الكويت منذ عام 1996م، ورأست الجمعية المُتخصصة في صعوبات التعلُّم، وكوتش مُعتمد من الاتحاد العالمي للكوتشينغ (ICF