التسويق الاجتماعي وتحديات مديري التسويق
التسويق الاجتماعي وتحديات مديري التسويق
إن عملية التسويق الاجتماعي تبدأ بالاهتمام بالعميل عن طريق معرفة احتياجاته ورغباته، ثم تحديد احتياجات السوق، ثم دراسة المنافس ومعرفة ما تتميز به الشركة، ثم معرفة عادات المجتمع وتقاليده وأعرافه، ثم العمل على تحقيق ذلك بالانتقال إلى المنتج وعمليات التصنيع، وبناءً على ذلك، فإن عملية التسويق الاجتماعي تعتمد على ثلاث ركائز هي (المجتمع، والعميل، والشركة)، وتطبيقًا على ذلك لم تكن سلسلة مطاعم ماكدونالدز في الخمسينيات من القرن الماضي عند بداية انتشار صناعة الوجبات السريعة داخل الولايات المتحدة الأمريكية، تقدم خدماتها بالمستوى المطلوب الذي يُلبي رغبات العملاء واحتياجاتهم، ما دفع المدير التنفيذي للشركة Ray Kroc إلى تتبع العملاء ودراسة شكواهم وتحديد احتياجاتهم، فقام بتغيير ديكور الشركة، وتحسين عمليات التهوية، وتطوير نوع الخدمة، فحقق بذلك أرباحًا كبيرة خلال تلك الفترة، وخارج الولايات المتحدة قامت ماكدونالدز بالاهتمام بالأذواق والعادات المحلية، ففي الهند اهتمت بالمنتجات النباتية وليس لحم البقر والخنزير، وأصبح بيج ماك يُسمَّى في الهند المهراجا ماك! وبناءً على ذلك، فإن قبول أي من المنتجات في مجتمعٍ ما يعتمد بشكل أساسي -إلى جانب الجودة العالية- على عادات المجتمع ومدى تقبل الأمر لديهم.
في الألفية الجديدة يواجه التسويق أربعة تحديات هامة تؤثر في العملاء وتوجهاتهم، وهي: أولًا “ثورة البيانات” فالعالم يُنتج يوميًّا أكثر من 2.5 كوينتيليون بايت من البيانات، فالحجم المتزايد من البيانات المتاحة من المصادر الرقمية الجديدة علاوة على تنوعها وسرعتها، إلى جانب البيانات الصادرة من المصادر التقليدية كبيانات المبيعات وبحوث السوق، تأتي كل منها على قمة التحديات التي تواجه مديري التسويق، نتيجة الصعوبات التي يواجهونها في كيفية تحليل هذه الكميات الضخمة من المعلومات واستخراج معلومات ذات معنى وقيمة منها، واستخدامها بكفاءة لتحسين المنتجات والخدمات، ثانيًا “الإعلام الاجتماعي” المتمثل في فيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها، الذي يتيح لأي فرد يمتلك اتصالًا بالإنترنت أن يصبح ناشرًا ومذيعًا وناقدًا، لذا فإن أمام مديري التسويق تحديًا كبيرًا لاستخلاص الأفكار والمعلومات ذات القيمة من بين الكم الضخم من البيانات الموجودة على منصات التواصل الاجتماعي، ثالثًا “الديموغرافيا المتغيرة” فالأسواق العالمية الجديدة وأنماط أجيال الشباب المختلفة تغير من وجه السوق، ومن ثمَّ خلقت طبقة متوسطة ناشئة لا بد من تلبية احتياجاتها ورغباتها، لذا فإن أمام مديري التسويق تحديًا هامًّا يقوم على تكييف استراتيجياتهم وتوفيقها لاستيعاب هذه الطبقة الناشئة، رابعًا “نقص التأثير” فنتيجة التحديات السابقة أصبح لا مفر أمام مديري التسويق من أن يقوموا بتغيير استراتيجيتهم، من خلال إدارة المزيد من البيانات من مصادر مختلفة تقليدية ورقمية، والتعامل مع العملاء وفهمهم، واستخدام أدوات وتكنولوجيا أكثر تقدمًا.
الفكرة من كتاب التسويق في عصر الاضطراب… رؤى وتحديات
يُبين الكاتب في هذا الكتاب أننا نعيش في عصر مضطرب تتغير فيه احتياجات الناس ورغباتهم بسرعة كبيرة، ما يُلقي حملًا ثقيلًا على الشركات والمؤسسات، وحملًا أكبر على مديري التسويق في ظل المنافسة الشرسة بين الشركات، ومن ثمَّ تقع على مديري التسويق مسؤولية التكيف مع المتغيرات، إلى جانب القدرة على خلق الفرص، من بين الفوضى العارمة التي نحياها، واستغلالها.
مؤلف كتاب التسويق في عصر الاضطراب… رؤى وتحديات
أحمد مرسي أحمد إبراهيم: هو كاتب ومؤلف مصري، من مؤلفاته:
آليات التسويق في الألفية الجديدة.
التسويق في عصر الاضطراب.