الترياق (التعافي)

الترياق (التعافي)
يقول هاروكي موراكامي: “الألم حتمي والمعاناة اختيارية”، إن الاعتراف والمواجهة أول خطوة في درب التخطي، ورغم أنه ليس بالشيء اليسير، لأن الجسم يستخدم “الإنكار” وسيلةً دفاعية سهلة لطرد الألم أو التهرب منه إما بإنكار الحقائق وإما بإنكار الشعور، فإنها ضرورة ملحة للشفاء، فالإحساس بالوجع أول مراحل تشخيص منبعه للتمكن من استئصاله، وبذلك يكون العليل وحده من يمتلك العلاج.

والتعافي من الحب شأنه شأن التعافي من المخدرات، لا بد في كليهما أن تنجح في طرد الشيء الذي غزاك، العقار أو الشعور، لذا على الباحث عن التعافي أن يقدر الوضع الذي يريد التخلص منه دون تهويل أو تقليل، ويتقبل علة قلبه، ويترك لها مساحتها ولا يحاول قمعها، ويحدد بصدق نقاط ضعفه، ويحاول التغلب عليها وحده أو بالاستعانة بمساعدة، ويعرف حقوقه ولا يسمح لأي أحد أن يتعدى عليها، لأنه إن خسر كرامته خسر نفسه.
وأول ما ينغص تأقلم الأحبة مع الفراق هو الفراغ الذي يتركه الحبيب، فلا يجد المحب أحدًا يبث إليه شكواه أو يحتفي معه بانتصاراته، فيظل يفتش عن حبيبه في غيابه، وصمته، وتساؤلاته المعلقة بلا أجوبة منصفة، لكن الوعي يخالف العيش في ظلال الماضي وترك المرء نفسه يقتات على رُفات العلاقات.
لا بد أن يكون المرء واعيًا متمسكًا بالطريق إلى الخلاص، فينظر إلى وجع قلبه على أنه إصابة جسدية تحتاج إلى وقت وصبر ليتماثل للشفاء، وعليه في تلك الرحلة أن يبحث عن العون من نفسه قبل أي أحد، ويحاول إسعاد نفسه بشتى الطرائق، محيطًا نفسه بالأحبة، مصلحًا كل ما أفسدته العلاقة السابقة، مبتعدًا عن كل ذكرى مؤلمة أو أي شيء قد يعيده إلى نقطة الصفر.
الفكرة من كتاب الزهايمر العلاقات: عندما ينسى الحب
الحب، السر الأكثر غموضًا في تلك الحياة، هُدمت من أجله ممالك، وخسر في سبيله الكثيرون أعز أملاكهم، ودفعوا مقابله أعمارهم، جلاد المرء وشفاؤه في آن واحد، نعيمه وشقاؤه، أجمل ما قد يهب القدر للإنسان، وأقسى اختبار قد يضعه فيه كذلك.
من منا لم يسأل نفسه ذات يوم عن ماهية الحب؟ وكيف يغزل شباكه حول القلب حتى يوقعه؟ كيف يبدأ و كيف ينتهي؟ أو بالأحرى لِمَ ينتهي؟ وكيف يجري الإنسان جريًا محمومًا سعيًا ثم يدير ظهره ويعدو بالسرعة ذاتها فارًّا؟ كيف تقبض اليد على اليد بإرادتها ثم يقيدها ما تقبض عليه؟
مؤلف كتاب الزهايمر العلاقات: عندما ينسى الحب
د. منال الدغار: طبيبة نفسية حاصلة على عديد من الدرجات العلمية الراقية، منها: ماجستير الطب النفسي، والدكتوراه في الصحة النفسية، ودبلوم ممارسة الطب النفسي، والشهادة الدولية في علاج وتأهيل الإدمان، ودبلوم السلوكيات الخطرة، ودبلوم الطب النفسي الجنسي.
من أهم أعمالها:
الحب منك وإليك.
أتلفها الهوى.. قراءات نفسية في الخيانة.
الرجل الذي لم يستطع التوقف.. دليلك النفسي للتعامل مع الوسواس القهري.