الترقي من المرحلة العاطفية إلى المرحلة الروحية
الترقي من المرحلة العاطفية إلى المرحلة الروحية
يجب علينا عدم الاستعجال في التعافي ومنحه ما يكفي من الوقت، وقد يحدث الانتكاس والعودة إلى أنماط التفاعل السابقة، وحينها علينا أن نعتبر تلك الانتكاسة فرصة لتعلم التعامل مع ما يُثير المخططات والتصرف على نحو مبالغ فيه، فالكيمياء العاطفية تتصف بالاستمرار في تعلُّم واكتشاف المزيد عن أنفسنا وإحداث التغييرات فيها، وبعد الانتهاء من اكتشاف ردود فعل المخطَّط وعلاجه، وتغيير العادات بما طبَّقناه من طريقة الكيمياء العاطفية يمكننا أن نتوقَّف هنا، ولكن يمكن أيضًا أن يكون ما وصلنا إليه بداية لرحلة عميقة نحو الكيمياء الروحية حيث رؤية الأشياء على حقيقتها، وتخطي فهمنا المعتاد للأشياء، وكل من الكيمياء العاطفية والكيمياء الروحية لها قوَّتها الخاصة، وتشتركان في الهدف نفسه وهو تحقيق الحرية من قيود المشاعر المؤلمة، وكلتاهما أيضًا متصلتان، غير أن الكيمياء العاطفية أكثر دقة وتحديدًا من الكيمياء الروحية، حيث يحدث التحول من إدراك الأفكار والمشاعر إلى إدراك طبيعة العقل نفسه، والوصول إلى الحكمة الداخلية، والتنوير من خلال الحضور الكامل للقلب في اللحظة الحاضرة.
عندما نعاني قد يكون لبحثنا عن المعنى من عيشنا للمعاناة أثره الفعال في التعافي، فنتعامل معها من خلال وعي أوسع، لأنه مهما كانت صعوبة ما نمر به من ظروف، فما زلنا نملك حريتنا الداخلية، كما أن الله وهبنا القدرة على تحويل المعاناة إلى قوة لنرى أن لدينا ما نواجه به المعاناة وننظر في ما لدينا من خيارات، وفي حالة عدم استطاعتنا تغيير الظروف نستطيع تغيير نظرتنا إليها، وحين نتخلَّى عن الهروب من الألم وعن التمسُّك بالسعادة وعن التركيز على أنفسنا، نصل من خلال الكيمياء العاطفية إلى الحكمة والشفقة، ويُصبح لدينا إشفاق حكيم، ونشعر بالترابط والاتصال، ونتمنى لجميع البشر العيش بحرية.
الفكرة من كتاب الكيمياء العاطفية: كيف يمكن للعقل علاج القلب؟
تُقدِّم الكاتبة دمجًا لأسلوبين علاجيين نتجت عنهما الكيمياء العاطفية، لتأخذ بأيدينا في رحلة بدايتها الوعي وصولًا إلى النمو الروحي واكتساب الحكمة الداخلية والشفقة على الآخرين، ليكون لتلك الطريقة أثرها في توسيع الوعي، وتخفيف المعاناة والوصول إلى جذورها داخلنا، والتخلُّص من العادات العاطفية المدمِّرة التي نكرِّرها دون وعي في علاقاتنا وفي مواقف حياتنا المختلفة، التي تسبِّب لنا العديد من المشكلات.
مؤلف كتاب الكيمياء العاطفية: كيف يمكن للعقل علاج القلب؟
تارا بينيت: معالجة نفسية، حاصلة على درجة الماجستير، تناولت في أطروحتها رعاية النفس في أثناء تقديم المساعدة للآخرين، ثم تطوَّرت إلى ورشة عمل للمختصِّين وبرنامج تعليمي لكبار السن، وقدَّمت العديد من ورش العمل في الكيمياء العاطفية في الدول المختلفة، وقد تطوَّرت لبرنامج للمختصين، درست وتدرَّبت مع أساتذة عظماء ورائدين في التأمُّل والعلاج النفسي، ومنهم الدكتور جون كابات- زين والدكتور جيفري يونج، وقامت برحلات إلى آسيا، وتعلَّمت طقوس الشاي وتصفيف الأزهار والرقص الهندي والممارسات الروحية الآسيوية، ودرست ومارست تعاليم التأمُّل لسنوات كثيرة.
من مؤلفاتها:
Mind Whispering: How to break free from self-defeating emotional habits
Radically Happy: A User’s Guide to the Mind
معلومات عن المُترجم: مكتبة جرير.