التردد والتسرع وجهان لعملة واحدة
التردد والتسرع وجهان لعملة واحدة
لا يعد التردد سيئًا في جميع الأوقات؛ يمنحك التردد أحيانًا وقتًا ثمينًا للتفكير في الموقف، ويعطي لك الفرصة لجمع مزيد من المعلومات وموازنة الحقائق، وهذا إيجابي ومستحب، ولكن التردد المرضي يكون مرتبطًا بمشاعر سلبية شديدة تمنعك من اتخاذ القرار وتبقيك عالقًا إلى الأبد فيه.
أبرز هذه المشاعر مشاعر الخوف، هذا الخوف الذي يسيطر عليك ما إن تُقدِم على فعل شيء جديد ما هو إلا آلية يستخدمها عقلك للدفاع عنك من خطر المجهول، ويكون الخوف مصاحبًا عادةً لمشاعر الدونية والاعتقاد بأن مصير المحاولة هو الفشل لا محالة، فالخوف والتردد والتقليل من الذات سيرهقون عقلك وجسدك، وستظل حبيسًا لهم ما لم تعود نفسك التفكير الإيجابي المتوازن.
قارن نفسك الحالية بنفسك منذ سنوات مضت، وستجد حتمًا إنجازات ونجاحات حققتها، لا تقلل من شأنها حتى لا يبعث هذا في قلبك التردد من الإقبال على التجارب الجديدة، وعندما تجد نفسك مترددًا من اتخاذ قرار معين، أقنع نفسك أنك لن تخسر شيئًا بالمحاولة.
وقد يتصور بعض الناس أن التسرع واتخاذ قرارات مبنية على التهور بديلًا من التردد، والحقيقة أن التردد والتسرع كلاهما يؤدي إلى الفشل لأنهما طرفا الاعتدال الذي هو ضروري لتحقيق النجاح.
فإذا كنت شخصًا متسرعًا فستحتاج إلى استغلال وقت فراغك في الهدوء والتأني والتفكير الإيجابي، وسيساعدك إغماض عينيك والتنفس بعمق في أثناء استرخائك على إعادة برمجة عقلك لتلقي الأفكار الصحيحة، ومن المهم أيضًا أن تُحسن من مهارات الإنصات لديك، فالاستماع الجيد سيكسبك كثيرًا من المعلومات التي كانت تفوتك بسبب تسرعك في مقاطعة كلام المتحدث.
الفكرة من كتاب المعكننون: من هم؟ وكيف تعاملهم؟ وكيف لا تصبح مثلهم؟
نصادف يوميًّا من يتسببون في ضيقنا وعكننة مزاجنا، وكثير منا يلقون اللوم على المجتمع والناس وسلوكياتهم المرفوضة، متناسين أننا جزء من هذا المجتمع، وقد تبدو الحقيقة التالية صادمة لك قليلًا، ولكن عليك أن تدرك أنك أول شخص يعكنن نفسه، لأنك تسير الآن بطريقة خاطئة في التعامل مع نفسك ومحيطك، لذلك سنناقش هنا بعض الصفات الرئيسة التي تجعل البشر “معكننين” أنفسَهم، وكيف يمكن معالجتها، لنتمكن بعدها من التعرف على الشخصيات التي تعكنِنُنَا خارج نطاق أنفسنا، ونتعلم كيفية التعامل معهم، وكيف لا نصبح مثلهم.
مؤلف كتاب المعكننون: من هم؟ وكيف تعاملهم؟ وكيف لا تصبح مثلهم؟
معاذ الزمر: اختصاصي الصحة النفسية والعلاج السلوكي، وكاتب في العلوم النفسية، وصاحب مركز “استعيد سعادتك” للاستشارات النفسية والاجتماعية، وهو مُقدِّم برنامج “مقتطفات حياة”، وبرنامج “النفسية محتاجة إيه؟” على صفحته الرسمية على فيسبوك ويوتيوب.