التربية وحب الذات
التربية وحب الذات
يفترض الكاتب أن تقدير الذات يشبه العدوى، فإذا كان تقدير الذات لدى أمك سبعة ولدى والدك أربعة وأنت أقرب إلى أمك، فإن مستوى تقديرك لذاتك سيكون غالبًا سبعة أيضًا وهكذا، وبالتأكيد فإنها ليست محصورة بين هذين الشخصين فقط، فهناك الكثيرون يمكن أن يؤثروا فيك في محيط العائلة أو الأصدقاء أو المدرسين.
كل الآباء يأخذون استراتيجيات التربية من والديهم، ولكنها في بعض الأحيان قد تهدف إلى إضعاف تقدير الذات لدى الأبناء إذا كانت تتضمَّن إحدى هذه الطرق الثلاث: الخزي؛ فقد يلجأ بعض الآباء إلى استخدام الخزي كأسلوب تربوي، كأن يستخدم عبارة “أنت كذا”، ويكون أمرًا مخزيًا، والصواب أن هناك فرقًا شاسعًا بين أن تقول كذبة وأن تكون أنت كاذبًا، فقول الكذبة سلوك، والسلوك يمكن أن يتغير، ولكن إذا تبنَّى طفلك هويته على أنه كاذب فإن ذلك يصعب تغييره، وقد يستخدم بعض الآباء الانتقاد كوسيلة للتربية سواء على فعل خاطئ أو وضعهم في مقارنة مع من يفعل نفس الفعل بشكل صحيح، وبتكرار ذلك باستمرار سيترسَّخ داخل الطفل أنه ليس جيدًا بما فيه الكفاية، والطريقة الثالثة التي تجعل الطفل يشكُّ في قيمته أن يراقب أحد الوالدين الذي يعاني ضعفًا في تقدير الذات ويفعل كما يفعل ويتبنَّى كل تصرفاته.
يوصي الكاتب فيما يسميه “نادي حب الذات” ألا تلقي اللوم على والديك إذا كانا سببًا في ضعف تقديرك لذاتك، فهما لم يريدا أبدًا أن تكون إنسانًا تعسًا، بل على العكس، فهما قد أرادا أن تكون أنت الأفضل على الإطلاق، ولكن لم تسعفهما مهاراتهما وما تربَّيا عليه في الصغر؛ وعليك أن تتذكَّر أن حبك لذاتك أمر مكتسب، وأن تحدِّد أوجه التشابه مع والدك ووالدتك التي لا تساعدك على حبِّك لذاتك وتفكِّر كيف يمكنك أن تغيِّر هذه الأفكار إلى معتقدات أخرى تؤكد أنك كافٍ.
الفكرة من كتاب أنا أحب ذاتي
“أشعر أني لست كافيًا”.. ينطلق الكثيرون في حياتهم من هذه الجملة، ويسيرون في الحياة بشعور أنهم صغار وغير واثقين وغير مستحقين لأي شيء في الحياة، وهذا الشعور يسلب الإنسان أحقيته في كل الامتيازات والفرص التي قد تصادفه في مشواره العلمي أو الاجتماعي.
في هذا الكتاب يصف الكاتب رحلته الشخصية من مرحلة “لست كافيًا” إلى مرحلة “أنا كافٍ.. أنا أستحق”، والطريقة التي قد يستطيع بها أي شخص أن يحب ذاته.
مؤلف كتاب أنا أحب ذاتي
ديفيد هاملتون : ولد في لندن عام 1933، وهو مخرج سينمائي ومصور وكاتب سيناريو، وتوفي منتحرًا في الدائرة السادسة في باريس عن عمر يناهز 83 عامًا في عام 2016.
له العديد من المؤلفات منها: “اللطف وآثاره الخمسة”، و”كيف يستطيع تفكيرك أن يشفي جسدك”، و”الاستشفاء البدني بالعقل والروح”.
حاز ديفيد هاملتون درجة الشرف والمرتبة الأولى في الكيمياء وتخصَّص في البيولوجيا والكيمياء الطبية، وحاز أيضًا الدكتوراه في الكيمياء العضوية.
معلومات عن المترجمين:الدكتور محمد ياسر حسكي ولينا الزيبق ترجما معًا عددًا من الكتب، منها: رواية “الحب”.
ولقد ترجم محمد ياسر حسكي كتبًا أخرى بمفرده، ومنها: “المركب الفارغ.. لقاءات مع اللاشيء”، و”الطريق إلى الحب”، و”الدماغ الخارق”.