التربية والملاحظة
التربية والملاحظة
الجو الأسري المترابط الهادئ يحمي الطفل من الوقوع في سلوكيات تنافي الآداب والأخلاق وما نود تنشئتهم عليه، وتحقيق هذا الوضع مسؤولية مشتركة بين الأهل وأبنائهم، فالوالدان هما من يتحملان إنشاء هذا الجو المترابط ابتداءً ووضع لبناته وأسسه وقواعده ونظامه، والأبناء عليهم الطاعة، ومن المهم أن يكون الأبوان على اتفاق فيما يتعلَّق بالتربية والتنشئة حتى لا ينقسم المنزل إلى أحزاب متصارعة، مما يؤثر سلبًا في الأطفال ويستمر معهم حتى كِبرهم.
الاتفاق على طريقة التربية والتنشئة ليست مسؤولية الأسرة وحدها، بل يمكن مشاركة المعلمين والمرشدين في توحيد طريقة التعامل والتوجيه واتخاذ مواقف موحَّدة تجاه السلوكيات المتشابهة ليسهل امتصاص وتقبُّل الطفل للقيم التي نودُّ إيصالها إليه، ويكون ذلك بمحاولة فهم الظروف المحيطة بالطفل والدوافع وراء الموقف الذي قام به والضغوط التي تعرَّض لها فأثَّرت فيه ثم اتخاذ القرار والسلوك المناسب لصالح الطفل.
وتمر سلوكيات الأطفال بتغيُّرات كثيرة، لذا من المهم ملاحظتها وملاحظة ما يطرأ عليها من تغيير من غير أن نُشعِر الطفل بأنه تحت المراقبة أو أنه مقيد أو أننا نخترق مساحته الشخصية، فالملاحظة تُعيننا على معرفة أحوال الطفل الصحية والنفسية، مما يساعدنا ذلك على التدخُّل في الوقت المناسب إن طرأ طارئ لا سمح الله، والملاحظة تشمل جميع أحوال الطفل الخُلقية والجسدية والاجتماعية والإيمانية والنفسية، وأيضًا مدى التزامه بالقيم والمبادئ التي زرعناها فيه، فعلاقة المنزل بالمدرسة علاقة مهمة جدًّا لفهم أحوال وأوضاع أطفالنا، كما أنها تقطع على الطفل كل سبل الاحتيال والكذب والمراوغة.
الفكرة من كتاب الكذب في سلوك الأطفال
يشكو الكثير في بعض المجتمعات من انتشار الكذب أو النفاق، وقد نجد أن بذوره وجذوره الأساسية ترجع إلى ما تعلَّمه الطفل مما يدور في الأسرة الصغيرة التي نشأ فيها أو في مجتمع الفصل أو المدرسة.
يجمع هذا الكتاب في ثناياه أشهر الأسباب المؤدِّية إلى الكذب وكيفية التعامل معها والوقاية منها، وكيف تؤثِّر النشأة والتربية في سلوكيات الأطفال المختلفة والدور المشترك للمدرسة والمجتمع مع المنزل بالتأثير في قيم الأطفال ومبادئهم.
مؤلف كتاب الكذب في سلوك الأطفال
نخبة من الكُتَّاب والمؤلفين الباحثين في مجالات التربية وهم محمد علي قطب الهمشري، ووفاء محمد عبد الجواد، وعلي إسماعيل محمد، اشتركوا في تأليف سلسلة بعنوان “المشكلات السلوكية للأطفال”، من ضمنها هذا الكتاب الذي بين أيدينا.