التربية والثورة الإسلامية
التربية والثورة الإسلامية
إننا نربي أولادنا على الطاعة العمياء، ولا شك أن هذه الطاعة الحزينة ليس مصدرها الإسلام لأنها تُخرِّج أجيالًا ماتت قبل أن تحيا، تربَّوا ليكونوا أتباعًا وعبيدًا لغيرهم، وورثناهم الذل والانصياع لكل مُغرِض، رغم أن القرآن يذكر الشجاعة في مدافعة الظلم في خمسين موضعًا. فعلى المسلمين أن ينشئوا رجالًا كاملين وأن يحدثوهم عن العزة والعدل لا الشفقة والخضوع؛ فتقدم الإسلام لن يحدث إلا على يد الشجعان الثائرين، والثورة الإسلامية ضرورة لتغيير الأوضاع ولا بدَّ لها أن تكون باسم الله، وكل ثورة تسعى إلى العدالة والحرية مستحيلة بغير اسم الله.
فقد خالفت الثورات الإلحادية الوعود التي قطعتها على نفسها، فالثورة الفرنسية أرست دعائم الإمبريالية، والثورة الشيوعية ثبتت أركان الاستبداد، فكل حركة إصلاح تنطلق من مبدأ ديني وإن ادَّعت غير ذلك، وكل صرخة إنسانية لتحقيق العدل لا يمكن أن تكون مبدأً إنتاجيًّا أو صناعيًّا، فجميع الحروب التي خاضها المسلمون لتحرير بلادهم كانت تحت راية الجهاد الإسلامي، وكانت الحرب في إندونيسيا يقودها علماء الشريعة وحركة الأمير عبد القادر الجزائري إسلامية خالصة، والجهاد الليبي انطلق على يد الحركة السنوسية الصوفية.
إنَّ وضع الصحوة الإسلامية مُحزن، لأن الاستقلال الذي نالته أكثر الدول هو استقلال شكلي، والسير نحو الصحوة يبدو متعرجًا وبطيئًا لغياب المنهج الإسلامي، كما أن المؤسسات فقدت الاستقلالية، وأصبحت بوق السلطة الذي يستغلها لأهدافه السياسية، ويجب أن تحدد السياسة الإسلامية بدقة، وأن تجمع كل الطاقات المنقادة فكريًّا للإسلام، وإلا ضاع جهدنا سُدى، أليست الهزائم التي مُنينا بها تكفينا تذكرة وتبصيرًا؟
الفكرة من كتاب عوائق النهضة الإسلامية.. مجموعة مقالات
ظهر الركود الحضاري في العالم الإسلامي، والذي يسميه البعض “ليل الإسلام”، منذ الاستعمار الإنجليزي للهند إلى نهاية الحرب العالمية، إلا أن جذوره وأسبابه أبعد من ذلك.
تناقش هذه المقالات القصيرة أسباب تخلُّف الشعوب الإسلامية والتي منها ما يمكن إخضاعه للتحليل والإدراك، ومنها ما هو كامن في قلوب البشر وإرادتهم.
مؤلف كتاب عوائق النهضة الإسلامية.. مجموعة مقالات
علي عزت بيجوفيتش: مفكر وفيلسوف، وأول رئيس لجمهورية البوسنة بعد استقلالها، قاد شعبه للجهاد ضد الصرب ماديًّا ومعنويًّا. وُلد في الثامن من أغسطس عام ١٩٢٥، ووافته المنيَّة في ١٤ أكتوبر عام ٢٠٠٣. حاز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام ١٩٩٣.
من أهم مؤلفاته: “الإسلام بين الشرق والغرب”، و”الإعلان الإسلامي”، و”هروبي إلى الحرية”.