التربية والتعليم أمام التليفزيون
التربية والتعليم أمام التليفزيون
آثار التلفزيون تظهر بشكل واضح في المسلمين بمختلف أدوارهم وأعمارهم، ولا تخلو منها سلوكياتهم وأهدافهم وتطلعاتهم المستقبلية، ومنذ ألفوا التلفزيون وبرامجه حتى أصبح اللهو جزءًا من حياتهم وطموحاتهم، ففي الواقع إن التلفزيون لا يعرض إلا برامج ساذجة تافهة خيالية، وذلك يدل على فساد أهدافهم وانتظارهم لنتيجة تخدم مصالحهم، والتناقض في المعروض جزء أساسي من خطتهم، وتظهر آثار التلفزيون بشكل تراكمي، فقد ترى المشاهد متكررة والأفكار أيضًا وكل ذلك بهدف التثبيت وترسيب الأفكار المعروضة في عقل المشاهد دون دراية منه، فهو لا يقدم تربيةً أو تعليمًا أو نفعًا للأطفال وبقية المجتمع، بل يهدم الأسس والقيم الصحيحة في التربية والأخلاق، ويقول أحد أساتذة الإعلام العربي د. إبراهيم إمام “إن أخطر ما في التليفزيون هو ذلك التأثير التراكمي المترسب، وهي تأثيرات على خطورتها صعبة القياس بطريقة إحصائية”.
ولكي يقابل هذا التعلم المزيف بتعلم حقيقي علينا أن نعلم أن الكتابة والقراءة هما أهم وسائل التعليم، فقد كان الصحابة يسجلون بعض أحاديث رسول الله ولولا تخوفهم من اختلاطها بالقرآن لكان لهم في كتابة الأحاديث فتحًا واسعًا، وبعد انقطاع الوحي واكتمال القرآن عادوا إلى التسجيل بالكتابة، وقد كان سيدنا أنس يقول لبنيه “يا بَنِيّ قيّدوا العلمَ بالكتابِ”، كما أنه بالكتابة وصل إلينا القرآن والحديث ومن بعدهما وصلت كل العلوم عن العلماء، فالعلم في الكتب حفظ وتثبيت له ولمن يتلقاه لكي نستطيع حمايته من العبث به، والقراءة نوع من التلقين وهي أول أمر إلهي “اقرأ”، فهي طريقة لاسترجاع المعلومات والتفكر فيها، وتزيد من سعة الفرد المعرفية والتوعوية ومن الانتباه ورجاحة عقل الإنسان.
وما زالت طرق التعلم طرقًا تفاعلية قائمة على أساس السؤال والجواب والمناقشة في الطرح، أما التلفاز حتى لو عرض معلومات فهو جهاز مُصمت لا يتميز بالتفاعلية كما يحدث بين المتعلم والمعلم، ولأنه عاجز عن ذلك في جميع الأحوال، وُصف بأنه ليس معلمًا جيدًا بل معلم فقير، وكما وصفه جيري ماندر “التعليم التلفزيوني هو تعليم النيام”.
الفكرة من كتاب آثار الفيديو والتلفزيون على الفرد والمجتمع
إن عقل الطفل وعاء فارغ يحتاج إلى التعبئة، وكما يُقال دائمًا التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، ومن أكثر العوامل المؤثرة في بناء الطفل عقليًّا ونفسيًّا وعقديًّا ما يُصدر له من تأثير إعلامي وثقافي، والطفل مكون أساسي في الأسرة، وشاشات التليفزيون هي أولى مصادر الإعلام التي تمسك بزمام المجتمع من حيث الثقافة والدين والأخلاق وأهمها، لكن ما ظهر لنا من خلال الإعلام ما هو إلا خطة شنيعة مُمنهجة لهدم الأخلاق والنفس السوية داخل المجتمعات وخصوصًا المجتمع الإسلامي ومحاولة تشويه حضارته، وهذا كله يجعلنا نجمع على أن الدعاة الإسلاميين والإعلاميين لهم دور كبير في التوعية والرد على تلك التشويهات والمفاسد، والعمل على إصلاح أسس المجتمع التربوية والثقافية، كل هذا سيُعرض في الكتاب من خلال الإجابة عن: ما الإعلام؟ وما أنواعه؟ وما دور الدعاة والإعلام الإسلامي تجاه المجتمع والأسرة؟
مؤلف كتاب آثار الفيديو والتلفزيون على الفرد والمجتمع
مروان كُجُك: هو داعية وأديب وشاعر، ومن الدعاة المعروفين في بلدة تلكلخ في سوريا، وله أثر واضح في تربية أجيال الشباب في بلدته وله جهود طيبة في نشر الدعوة في القرى المجاورة لها، تخرج في جامعة دمشق وعمل متخصصًا في اللغة العربية، خرج من سوريا واستقر في مصر لفترة طويلة، وعمل في مجال الطباعة والنشر، وكان يرسل القصائد التي تتحدث عن الواقع الأليم إلى مجلة البيان.
وله مجموعة كبيرة من المقالات التي نشرت في عدة مجلات إسلامية وثقافية بالإضافة إلى عدد من المواقع الإلكترونية، وله عدة مؤلفات منها:
رسالة مفتوحة إلى اليهود.
أهوال القيامة.
كيف تصبح شاعرًا.
الأسرة المسلمة أمام الفيديو والتلفزيون.
حكمة الابتلاء.
أحكام عصاة المؤمنين (جمع وتقديم).
ديوان بوارق الفجر