التربية في منهج الكواكبي
التربية في منهج الكواكبي
كان الكواكبي يرى أن التربية نوعان: تربية عامة قومية تشمل الكبير والصغير وهي التي تتكفَّل بتهذيب الصفات القومية والأخلاق وتزوَّد بالأخلاق والعادات الحسنة، فهي ملكة تُحصَّل بالتعليم والتمرين والاقتباس والقدوة، وأهم أصولها وجود المربين وأهم فروعها وجود الدين، فلا نهضة دون تربية ولا تربية دون دين، ويرى أنه لا يمكن أن تتم التربية القومية بغير تعليم المرأة لأن ضرر جهلها له تأثيره في أخلاق البنين والبنات وكذلك في النشأة.
والنوع الثاني من التربية عنده تربية الناشئين في المدارس وتزويدهم بما ينفعهم وينفع الأمة، وهذه التربية المدرسية لا تبدأ في المدرسة فقط، بل تبدأ قبلها ولا تنتهي بانتهائها، وأركانها تربية الجسم وحده إلى سنتين وهذه وظيفة الأم، وتربية النفس إلى السابعة وهي وظيفة الأبوين معًا، وتربية العقل إلى البلوغ وهي وظيفة المعلمين والمدارس، ثم تأتي التربية بالقدوة بالآخرين والخلطاء إلى الزواج وهذه وظيفة الصداقة، ولا يمكن أن تقوم نهضة دون وجود تربية فردية وعامة.
الفكرة من كتاب عبد الرحمن الكواكبي
عبد الرحمن الكواكبي واحدٌ من رواد التجديد والإصلاح كان سيفه هو قلمه وأفكاره، وشخصية نالت من الثقافة القديمة والحديثة قلَّ أن نجد لها نظيرًا بين كتَّاب عصره، شخصية حاربت الاستبداد والمستبدين زمنًا وعرَّفتنا بخطورة الحكم الاستبدادي وأثره في الأمة والأفراد ووضعت الحلول لمحاربته وهو عبد الرحمن الكواكبي..
في هذا الكتاب، يأخذنا العقاد في جولة ودراسة وافية يتتبَّع فيها قصة كفاح الكواكبي، حيث يعرِّفنا فيها بحياته والجو الذي نشأ فيه، والثقافة التي تلقَّاها وعوامل تكوينه وأسباب نبوغه وذيوع صيته، ويعرفنا أبرز محطات حياته ومنهجه في الإصلاح الديني والمجتمعي والتعليمي والسياسي وأفكاره التي تبنَّاها ودافع عنها حتى وفاته.
مؤلف كتاب عبد الرحمن الكواكبي
عباس محمود العقاد: كاتب ومفكر ومؤرخ مصري، ولد بأسوان عام 1889، لم يحصل من الشهادات إلا على التعليم الابتدائي، ولكن ظهر نبوغه في مجالات مختلفة بسبب عكوفه على القراءة والتثقيف الذاتي، فكان يكتب في السياسة والفلسفة والأدب والنقد والشعر وتراجم الأعلام ومشاهير الفكر، وقد نال عضوية مجمع اللغة العربية، وكان عُضْوًا مُراسِلًا للمجمع ببغداد ودمشق.
له العديد من المؤلفات التي جاوزت المائة، أشهرها سيرته الذاتية “أنا” وسلسلة “العبقريات” و”ساعات بين الكتب” وغيرها، وله رواية واحدة فقط بين كل مؤلفاته وهي “سارة” التي خلَّد فيها قصة حبه، وقد وهب الأدب حياته ولم يتزوج، وتوفي عام 1964.