التربية السليمة
التربية السليمة
تقوم العملية التربوية على قيمة الغرس، ولكي تغرس قيمة حُب القرآن الكريم في أبنائك عليك أن تتعلم الأساليب التربوية المناسبة لكل مرحلة عُمرية، ومراعاة الطريقة المفضلة عند كل طفل، وفهم خصائصهم حتى يحفظوا القرآن ويحبوه.
ومن ثم عليك بالتالي: تهيئة الأبناء قبل مرحلة تحفيظ القرآن، وإدراك المدخل المناسب لكل طفل، بمعنى أن هناك طفلًا حسيًّا سمعيًّا، وهنا يجب أن يُتلى عليه القرآن بصوت جميل مميز، ومراعاة المرحلة العُمرية، وقدراتهم على التركيز والفهم، فمثلًا الطفل ذو الست سنوات، يُركز من سِت إلى ثمان دقائق، ثم يحتاج بعدها إلى الراحة أو تغيير النشاط، وبعدها يعود إلى التركيز مرة أخرى، ولا تخيره بين اللعب وحفظ القرآن، وتربطه لديه برابط سيئ.. بل وازن بين مواعيده اليومية، لأن مرحلة الطفولة تميل إلى اللعب، وحافظ على تغذيته بشكل صحي ومُتكامل، كي تساعده على التركيز، ووفر له جوًّا آمنًا، وخاليًا من الانفعال، كي تساعده على التركيز، وحفظ القرآن الكريم.
وهناك أساليب تربوية عدة لتيسير عملية الغرس، ومنها: استخدام الوسائل السمعية والبصرية، والتعليم من خلال مؤثرات ضوئية وصوتية كشاشات العرض، واستخدام الكتابة بخط مميز لأجل تثبيت الحفظ، وتوفير برنامج المحفظ الآلي للأبناء، ووضع هدايا ترغيبية عالية، كي يبذلوا قصارى جهدهم للحصول عليها، كعمل رحلة بعد حفظ كل جزء، وعمل لوحات تعزيزية وشرفية لكتابة أسماء المتفوقين في الحفظ.
كما يجب ألا يعتقد الوالدان أن لدى أطفالهم عقيدة راسخة في هذه السن الصغيرة حتى يحبوا القرآن من تلقاء أنفسهم، بل يجب بذل جهد من أجل إيصالهم لهذه المرحلة، واستخدام وسائل تدعم هذا الغرس، ومنها: استخدام أساليب تربوية كالقصة والإثارة في الحكي كي تربطهم بقوة بمعاني القرآن، ومكافأتهم بعد الحفظ، ونقاشهم في نوع المكافأة التي يرغبون فيها، وتقديم شهادة تقديرية لكل طفل أتم حفظه، أو إقامة حفل بعد إتمامه الحفظ، والمدح والتكريم خصوصًا لمن هم في سن الطفولة، كي يتم تحفيزهم، وتمييز الوالدين لابنهما الحافظ للقرآن كي يتشجع، ويشعر بالتقدير لفعله.
الفكرة من كتاب كيف نحبب القرآن لأبنائنا (مهارات تربوية في تحفيظ القرآن)
العلم كله خير، وإن الأمم تسود بتعليمها، الذي ينعكس بالتتابع على أخلاقها ومعاملاتها، فما بالك بأمة إسلامية تسودها تعاليم الإسلام، وخُلق القرآن الكريم! وخير المجتمعات في التاريخ كان مجتمع الصحابة، الذين كانوا يتسابقون في حفظ القرآن الكريم قلبًا وقولًا، وسلوكًا، ويتعلمونه ثم يعلمونه لأطفالهم، طاعةً لأوامر النبي (صلى الله عليه وسلم)، وإتباعًا لمنهجهِ التربوي، حتى قال أحد الصَالِحينْ: “علِّم وَلدكَ القُرآن، وَالقُرآن سَيعلِّمهُ كُل شَيء”.
وتعليم القرآن لطفلك أحد أسس البناء التربوي الذي يجب أن يستهدفه الوالدين، فهو لبنة تربوية صالحة في بناء الطفل الشرعي التربوي، لذا يجب أن يستعد لها الوالدان تربويًّا وعمليًّا، وفي هذا الكتاب يرشدنا الدكتور سعد إلى كيفية تحبيب القرآن الكريم إلى أطفالنا، واستخدام وسائل تربوية لتعليمه لهم، وغرس حب القرآن في نفوس الأبناء، كي يستطيعوا التخلُّق بخُلق القرآن الكريم.
مؤلف كتاب كيف نحبب القرآن لأبنائنا (مهارات تربوية في تحفيظ القرآن)
وله كتب عديدة منها: “أبي اجلس معي ساعة”، و”كيف نحمي أطفالنا؟”، و”الدليل الشامل للنجاح والسعادة”، و”أسعد بنت في العالم”، و”البناء النفسي للطفل: تنمية التفكير الإبداعي”.
وله كتب عديدة منها: “أبي اجلس معي ساعة”، و”كيف نحمي أطفالنا؟”، و”الدليل الشامل للنجاح والسعادة”، و”أسعد بنت في العالم”، و”البناء النفسي للطفل: تنمية التفكير الإبداعي”.