التربية الذكية
التربية الذكية
وضع الطبيب “لاري جيه كوينج” استراتيجية تربوية أسماها “نظام التربية الذكية”، وهو نظام يساعد الأبوين والمعلمين على تحديد أخطاء الأبناء وعلاجها بصورة عملية، وفي نفس الوقت يساعد على تقوية علاقات الأبناء بالآباء، وهي قائمة على عدة خطوات: الخطوة الأولى منها: تحديد السلوكيات السيئة، وبعد تحديدها قم بسؤال نفسك: ما أسوأ هذه السلوكيات والتي تحتاج إلى علاج سريع؟ ثم انتقل إلى الخطوة الثانية وهي تحويل المساوئ إلى قواعد، فإن كان طفلك ينام متأخرًا يمكنك وضع قاعدة تنص على عدم مشاهدة التلفاز بعد الثامنة مساءً، بينما الخطوة الثالثة هي اختيار العقوبات المناسبة، فبعد كتابة القواعد أتبِعها بلائحة العقوبات التي يجب تنفيذها عند عدم اتباع تلك القواعد.
وتأتي بعدها الخطوة الرابعة وهي وضع الجداول الذكية، وهي عبارة عن جداول تضم قاعدة اليوم أو الأسبوع وخانة مخصصة يوضع بها “علامة صح ✔️” عند الالتزام بها، وامتيازًا للابن يحصل عليه عند تنفيذه للقواعد المطلوبة منه، أما الخطوة الخامسة فهي شرح النظام للأبناء والشروع في تطبيقه، وهناك بعض الإرشادات التي يجب الانتباه لها عند استخدام نظام التربية الذكية، فامتنع عن إعطاء التحذيرات والفرص الثانية، وقم بمنح أبنائك التقدير اللازم على ما التزموا به من قواعد، وعندما يفقد ابنك أحد الامتيازات اجعله يتحمل نتيجة أخطائه، وكن حازمًا معه.
كما أن هناك بعض العقوبات التي يمكنك أيضًا استخدامها مع التربية الذكية، إذًا يعد “التوبيخ” إجراءً عقابيًّا واسع المدى، ويصلح في علاج بعض أخطاء أبنائنا، شرط أن يستخدمه المربي في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة، ويمكنك استخدام التوبيخ والتبكيت في الأخطاء الكبيرة، وحاول عند استخدامه ألا تجرح طفلك أو تسخر منه، واستخدم عبارات موجزة، واجعل السب والفضيحة على الملأ ممنوعين، وقد كان رسول الله (ﷺ) يحترم مشاعر المخطئين فلا يوبخهم أمام الآخرين، كما أن العقاب له ضوابط وآداب: فلا تعاقب طفلك بحرقه بالنار، كما أن النبي (ﷺ) قد نهى بشدة عن التعذيب أو الحرق بالنار، لذا توقف عن لسع أبنائك بالنار، وعلمهم ألا يحرقوا الحيوانات والحشرات كذلك بها، وحاول أن تتوقف عن الصراخ في وجه طفلك، لأن له الكثير من الآثار السلبية الضارة، وإياك وتجويع أبنائك، فلا تقم بحرمانهم من وجباتهم الأساسية كنوع من العقاب.
الفكرة من كتاب كيف نعالج أخطاء أبنائنا
لقد دعانا ديننا الإسلامي إلى تأديب الأبناء، وحسن تربيتهم، ولذا يحرص الكثير من الآباء والأمهات على فعل ذلك، ولكن تجدهم يواجهون الكثير من المشاق والصعوبات، كالأسئلة المحيرة من قبيل هل ضرب الأبناء يصح أم لا؟ وكيف يختارون العقاب المناسب للطفل، ويستخدمون وسيلة العلاج المثلى؟
ولأن من إكرام الأبناء أن نستخدم في تربيتهم وتقويم سلوكهم كل وسيلة كريمة، وأن نقلِّل من استخدام العصا معهم؛ جاء إلينا هذا الكتاب، ليوضح ويبين كيفية وقاية أبنائنا من الوقوع في الخطأ، كما قام بتقديم العديد من النصائح التربوية المهمة التي دلَّنا عليها معلمنا ورسولنا محمد (ﷺ)، والمربي الناجح هو من يستخدم طريقة العلاج أو العقاب المناسبة لخطأ ابنه أو ابنته.
وهيا بنا لنتعرَّف على الطرق العملية التي تقي التلاميذ والأبناء شر الوقوع في الأخطاء، ونتعرَّف معًا على بدائل الضرب، وما الوسائل التي تمكِّننا من علاج أخطاء أبنائنا وبناتنا.
مؤلف كتاب كيف نعالج أخطاء أبنائنا
عبدالله محمد عبد المعطي: مستشار، وخبير تربوي، له العديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة التي تختص بالتحدُّث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة.
ومن أبرز مؤلفاته: “علِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”، و”علِّم ابنك كيف يكره أخاه”، و”الفتاة لمن تشكو أحزانها”، و”من اليوم لن تنام حزينًا يا بني”، و”فن صناعة الذكريات مع الأبناء”، و”يا بني كن هذا الرجل”، و”كيف تأمر أبناءك بالصلاة وكيف تسألهم عنها”، و”تربية العظماء”.