التربية الجنسية
التربية الجنسية
يقف الكثير من الآباء حائرين في ما يخص التربية الجنسية بين: هل نعلّم أبناءنا أم لا؟ وإذا علمناهم هل نعلمهم كل شيء؟ ومتى نعلمهم وكيف نعلمهم ذلك؟ وهل نترك الأمر للمدرسة والأصحاب والإعلام، أم نسبقهم بخطوة؟
بالطبع موضوع الجنس موضوع هام وحساس ومخيف للكثير من الآباء وبعضهم يعتبره خطًّا أحمر لا يجوز الاقتراب منه، وينهر أبناءه فور سماعه سؤالًا أو استشكالًا منهم في ما يخص ذلك، بعضهم يصل إلى مرحلة من الشك في ابنه المراهق فسؤاله عن هذا التابوه يعني أنه يفعل شيئًا ولا بد!
والأمر لا يكون كذلك فيلجأ الأبناء حينها وبخاصة في عصرنا اليوم إلى أصحابه أو إلى الإنترنت وربما وقعت تحت عينيه مادة لا تناسبه، وليس الإنترنت وحده؛ المدارس أيضًا قد تقدم لابنك ما يفيده في هذا الموضوع من الناحية التشريحية وأحيانًا تشجعه على الممارسة مع توقي العواقب كما يحدث في مدارس الغرب!
نعم لا تتعجب، هذا ما يحدث عندما تغيب أو تخطئ التربية الوالدية في التعامل مع هذا الأمر، أنت لن تستطيع اليوم أن تحجب عن ابنك كل ما يتعلق بالجنس، انظر حولك ترى المحال التجارية النسائية وترى إعلانات تتصدرها المرأة وترى أفلامًا ومسلسلات غرامية هدفها إثارة الغرائز لدى الجنسين، شئت أم أبيت سيتعرض ابنك لهذا فخذ التدابير مبكرًا.
ابدأ من فهم طبيعة الجنسين الذكر والأنثى، وفهم احتياجات كل واحد منهما منذ الصغر وابدأ في تنميتها، فمثلًا احرص على أن يوجد ابنك معك وأن يحتك بمجتمع الرجال الكبار ويتحمل شيئًا من المسؤولية، وأن يتعلم كيف يتعامل مع المشكلات وكيف يتعامل مع الجنس الآخر بضوابط وحدود، والفتاة كذلك، تعامل مع أنوثتها بشكل سوي لا كما يتعامل الإعلام ويركز على الجسد والشهوة، نمّ فيها ثقتها بنفسها من خلال أفعالها لا من خلال شكلها، علّمها مهارات القيادة والإدارة وتحمل المسؤولية، وبعض الهوايات التي تنفعها مستقبلًا، الرياضة البدنية والعقلية مهمة للجنسين أيضًا وكلما حرصت على تنميتها مبكرًا كانت فرصة استمرارها ودوامها ونفعها أكبر.
شيئًا فشيئًا ومع تقدمهم في السن ستحتاج إلى فصلهم في غرف مستقلة، ستبدأ أسئلتهم تدور حول الجسد والجنس والعلاقة بالآخر والتغيرات الهرمونية، هنا ستحتاج الفتاة إلى أن تتعلم ما يخصها في مرحلة البلوغ كأحكام الحيض والاغتسال ونحو ذلك، وسيحتاج الولد إلى أن يتعلم ما يخصه أيضًا، وكلٌّ له احتياجاته وميوله وأفكاره وكل واحد منهما سيُكمل الآخر في ما بعد، لذا كان من الحكمة ذلك الاختلاف والتنوع في الرغبات والميول بل وفي أصل الخلقة والتكوين، وأي خلل أو دعوة إلى المساواة بينهما في ما ليس من خصائصهما تبوء بالفشل عليهما وعلى المجتمع، والغرب أوضح مثال على ذلك.
الفكرة من كتاب التربية الوالدية: رؤية منهجية تطبيقية في التربية الأسرية
لا ملل ولا تعب من تكرار التأكيد والتنبيه على أهمية تكوين الأسر وبنائها على أساس قويم متين، وما نشهده اليوم في العالم من حولنا ما هو إلا تداعيات وثمار أسر هوت منذ سنين، أسر أسست بنياها على الحافة فانهارت وانهارت معها قيم المجتمع السليمة وأعرافه الأصيلة بل ودينه القويم!
إن بناء الإنسان أشرف وأخطر بناء على وجه الأرض، وما تكريمه ورفعته إلا من جهة ذلك، فإن أضعنا وعطلنا أصل التكريم والتشريف فقد قضينا على الإنسانية بدم بارد، بل وقضينا وأفسدنا الكون كله المسخر أصالة لخدمة ذلك الإنسان وتسهيل حياته، الخلاصة: إن فسدت الأسرة فسد الإنسان وبفساده يفسد الكون كله!
مؤلف كتاب التربية الوالدية: رؤية منهجية تطبيقية في التربية الأسرية
هشام يحيى الطالب، حاصل على البكالوريوس والدكتوراه في الهندسة الكهربائية، شغل مناصب عدة في منظمات إسلامية مختلفة ونظم العديد من دورات التدريب القيادي داخل وخارج أمريكا وله عدة مؤلفات منها: “ميثاق الشرف الدعوي”، و”دليل التدريب القيادي للعاملين المسلمين”.
عبد الحميد أحمد أبو سليمان، حاصل على الماجستير في العلوم السياسية وعلى الدكتوراه في العلاقات الدولية، شغل عدة مناصب هامة منها الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومدير الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، وله العديد من المؤلفات المعنية بإصلاح المجتمع الإسلامي منها: “أزمة العقل المسلم” و”إحياء التعليم العالي في العالم الإسلامي”.
عمر هشام الطالب، حاصل على الماجستير والدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة شيكاجو، عمل في عدة مناصب وكتب العديد من الأبحاث عن الأسرة والتربية وله حضور في العديد من المؤتمرات الدولية في أنحاء العالم.