التربية الثقافية للأولاد
التربية الثقافية للأولاد
وتربية الابن ثقافيًّا لها عدة روافد أولها الأسرة، لذا على الوالد أن يخصِّص وقتًا يجلس فيه مع أبنائه ويتحدث إليهم في شتى الأمور، وكذا الأم التي تقضي معهم وقتًا أطول بطبيعة الحال، وأن يجعلوا في البيت مكتبة، ويُخصص للأطفال جزءٌ منها به قصص وكتب تناسب سنهم في مختلف المجالات، ويحبب الوالد إليهم القراءة ويقرأ لهم، ويشجعهم على زيارة المكتبات العامة، ومشاهدة الأفلام العلمية والوثائقية تحت إشرافه.
ولا غنى عن أن يكون الوالدان قدوة لأبنائهم في الاهتمام بالعلم والقراءة والفكر، وتلك ضرورة لا رفاهية، فعلى الوالد أن يكون على قدر من العلم بما يلزمه ويلزم أبناءه من ثقافة دينية يوجه بها أبناءه ويجيبهم عن تساؤلاتهم، وأن ينال نصيبًا من الثقافة الحياتية فيكون مطلعًا على ما يجد من حوله وبوسائل زمانه فيحسن النصح لأبنائه، بالإضافة إلى الثقافة اللغوية، ومن المهم أن يتعلم الوالد عن التربية وعن الطفولة والمراهقة، ويأخذ بالأسباب ليصلح أبناءه، ولا عيب في ذلك والله تعالى يقول: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.
كما تؤثر المدرسة والمعلمون في تشكيل ثقافة الأبناء، والمعلم له تأثير كبير في نفس الطفل فإن أحبه اتخذه قدوة وأراد أن يلفت نظره إليه بما يحب، لذا كان الناس يجلبون لأبنائهم مربين على كفاءة عالية، وهكذا كان ينشأ أبناء الخلفاء والأمراء، والرافد الثالث شديد الأهمية هو المسجد وحلقاته، ومثل ذلك ينشئ الولد بقلب معلق بالمسجد وصحبته، فيشغل وقته بما ينفعه ويبعده عن صحبة السوء، ويبث في نفسه كثيرًا من مبادئ الإسلام التي لا يتعلمها بالتلقين وإنما بالمعايشة، من اصطفاف المسلمين، ووقوفهم جنبًا إلى جنب فقيرهم وغنيهم، وتلاحمهم وأخوَّتهم الإيمانية وتبادلهم الحب.
الفكرة من كتاب كيف تصبح أبًا ناجحًا
يفتتح المؤلف كتابه بحديث نبي الله (ﷺ): “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها..”
ولا شك أن جميع الآباء يحبون أبناءهم، ويبذلون كل جهودهم من أجلهم ومن أجل توفير عيش كريم لهم، لكن كثيرًا منهم يغفلون الجانب التربوي والنفسي وينشغلون في دوامة الماديات التي لا تنتهي، غير أن الأولى والأهم والأبقى هو الجانب التربوي والأخلاقي والنفسي، بل هو واجب شرعي على الأب تجاه أبنائه، إذ يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾، ونحن في زمن كثُرت فيه الفتن، ولبس فيه الباطل ثوب الحق، فكانت مسؤولية الآباء أعظم وأخطر.
ومن هنا أفرد المؤلف كتابه ليبين للآباء أهم ما ينبغي لهم فعله تجاه أبنائهم، وطبيعة الأطفال في مراحلهم الصغيرة، وصفات المربي الناجح.
مؤلف كتاب كيف تصبح أبًا ناجحًا
عادل فتحي عبد الله: كاتب ومؤلف سعودي، مهتم بالجانب الاجتماعي الأسري والتربوي، له عدد من المؤلفات، منها:
احتياطات حتى لا ينحرف الأبناء.
سلسلة أحسن القصص (قصص القرآن للفتيان).
كيف تفكِّر بطريقة علمية.
أخطاء شائعة يقع فيها الأزواج.