التربية الاجتماعية للأطفال
التربية الاجتماعية للأطفال
إذا كان طفلك من الأشخاص الذين لديهم رهاب اجتماعي، وخوف غير مبرر في تكوين الصداقات، فعليك أن تتخذ عدة خطوات لازمة لمساعدته، وهي: تشجيعه على المبادرة، ومساعدته على التفكير في تكوين جمل للتعرف على صديق جديد، مع تعليمه أن هناك ردود أفعال مختلفة لمن حولنا، فهناك من سيرحِّب بك، وهناك من سيرفض، كي لا ييأس ويرفض المحاولة مرة أخرى، بل يعلم أن هناك خياراتٍ أخرى للصداقة مع آخرين، وتنبيهه أن يتعرَّف على صديق جديد حين يكون بمفرده لا وسط مجموعات، وأن يقصَّ والداه عليه تجاربهما الطفولية في تكوين الصداقات، ويحفزانه ويمنحانه الثقة بالنفس بما يحمل من صفات وسلوكيات إيجابية، وعدم التركيز على سلبيات شخصيته، وغمره بالحب والحنان، ويجب أن يركز الوالدان في غرس بعض قيم الروح الاجتماعية، وهي معيارية كي تعرف قدرة ابنك الاجتماعية، وهي: التعاون، والمشاركة، والتقمُّص العاطفي، أي فهم الطفل لمشاعر غيره، وكما يقول الكاتب: “فالطفل يولد بقدرات كبيرة على العطاء والحب ويحتاج فقط إلى تنمية هذه الطاقات والقدرات”.
وهناك نصائح أخرى كي تساعد ابنك على الاندماج المجتمعي، وهي: لا تنتقد صديقه مهما حصل بينهما من خلافات، فقد يتصالحان ويضعك ابنك في زاوية السوء، واتركه يعالج مشكلته مع صديقه بما يناسبهما، وتهيئة الفرص الممكنة له للاختلاط مع المجتمع، وتعزيز ثقته بنفسه وروح الاستقلالية بداخله، وتشجيعه على المبادرة، وعدم تصنيف الطفل بصفة ما، وتعليمه الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية، وتدريبه على الاعتناء بنفسه، ومراقبة سلوكياته كي يتم توجيهه إلى الأفضل لكن دون ضرب، ومراعاة الأبوين للفروق الفردية بين الأطفال، وأن يكون الأبوان قدوة طيبة في العلاقات الاجتماعية أمام طفلهما، وتدريبه على المشاركة وتحية الأصدقاء وشكر الغير، وتعليمه الصدق وفهم مشاعره الشخصية، والتعبير عنها بحرية وصدق، فلا تنتقد اختيارات ابنك بسوء بشكل متكرر، وبخاصةٍ في تجمع أو أمام أصدقائه، واعلم أن علاقة الصداقة بين الفتيات من الطبيعي أن تكون أهدأ من الصبيان، لذا إذا كان لديك صبيان لا تنسَ أن تضع لهم قواعد استضافة مثل: التسامح بينهم، وإكرام الأصدقاء، والاهتمام بهم.
الفكرة من كتاب الأسرة ودورها في تنشئة الأطفال اجتماعيًّا وتربويًّا
العملية التربوية ليست عملية آلية لها منهج موحد، بل هي عملية فعَّالة مرنة، تأخذ منحنًى خاصًّا بها حسب مبادئ وقواعد كل أسرة، والذي يُميِّزها أن لكل مُربٍّ قواعده الأساسية التي يبني عليها هذه الأسرة وتبدأ منذ الصغر، ومن سمات هذه القواعد أن تكون واضحة ومفهومة وقابلة للتطبيق والمتابعة، وأن يحاول الوالدان توحيدها داخل الأسرة، وعلى ذلك يجب أن تتضمَّن التربية أسلوب الثواب والعقاب لأنها ليست عملية عشوائية، لذا جاء هذا الكتاب ليضع أمامنا مفاهيم مهمة حول الأسرة ودورها، ودور كل من الأم والأب، ودور المدرسة أيضًا.
مؤلف كتاب الأسرة ودورها في تنشئة الأطفال اجتماعيًّا وتربويًّا
تمارا محمد زياد الجاد الله.