التربية الإسلامية
التربية الإسلامية
لقد قبَّح الإسلام من شأن الكذب ونفَّر منه، بل وعدَّه من خصال النفاق، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: “أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ومن كان فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر”، ومن ذلك أيضًا أن المؤمن لا يكون كذابًا كما جاء في الحديث عن النبي ﷺ عندما سُئل: “أيكون المؤمن جبانًا يا رسول الله؟ قال: نعم، ثم قيل له أيكون المؤمن بخيلًا يا رسول الله؟ قال: نعم، ثم قيل: أيكون المؤمن كذابًا يا رسول الله؟ قال: لا”.
أحاديث مثل هذين وغيرهما حين تُزرع في نفوس أطفالنا فينشأون على كراهية الكذب والحذر من عواقبه منذ نعومة أظفارهم فإنها تبقى معهم قيمًا وعقائد ثابتة حتى الكبر.
ثم إن الإسلام ابتداءً من الخطوات الأولى لتكوين الأسرة وصَّى بحسن اختيار الزوجة الصالحة وبحسن اختيار اسم المولود والعناية به والعطف عليه وتقبيله في مجتمع كان لا يعرف من ذلك شيئًا، فإن حرمان الطفل من الإشباع النفسي والجسدي قد يكون دافعًا له على الكذب حتى يُحصِّل ما يريد، ويؤكد الإسلام أيضًا أهمية البيئة والمجتمع اللذين ينشأ فيهما الطفل.
إن عدل الأبوين بين أبناء الأسرة الواحدة في الرعاية والعناية واللطف يحمي الأبناء من الوقوع في كذب انتقامي تجاه أحد إخوته، وعمومًا فإن القدوة الأبوية لها بالغ الأثر في سلوك أبنائهم، ولقد سُئلت عائشة رضي الله عنها: “كيف كان رسول الله ﷺ إذا خلا في بيته؟ فقالت: كان ألين الناس بسامًا ضحاكًا لم يُر قط مادًّا رجليه بين أصحابه”، فإن اللطف واللين والضحك والابتسام والعدل حين يسود ذلك كله جو المنزل، فإنه يرتقي بصحة الأطفال النفسية ويحفظهم من اللجوء إلى التصرفات الخاطئة.
الفكرة من كتاب الكذب في سلوك الأطفال
يشكو الكثير في بعض المجتمعات من انتشار الكذب أو النفاق، وقد نجد أن بذوره وجذوره الأساسية ترجع إلى ما تعلَّمه الطفل مما يدور في الأسرة الصغيرة التي نشأ فيها أو في مجتمع الفصل أو المدرسة.
يجمع هذا الكتاب في ثناياه أشهر الأسباب المؤدِّية إلى الكذب وكيفية التعامل معها والوقاية منها، وكيف تؤثِّر النشأة والتربية في سلوكيات الأطفال المختلفة والدور المشترك للمدرسة والمجتمع مع المنزل بالتأثير في قيم الأطفال ومبادئهم.
مؤلف كتاب الكذب في سلوك الأطفال
نخبة من الكُتَّاب والمؤلفين الباحثين في مجالات التربية وهم محمد علي قطب الهمشري، ووفاء محمد عبد الجواد، وعلي إسماعيل محمد، اشتركوا في تأليف سلسلة بعنوان “المشكلات السلوكية للأطفال”، من ضمنها هذا الكتاب الذي بين أيدينا.