التراجيديا والوجود الإنساني
التراجيديا والوجود الإنساني
يركز الكاتب على فكرة التراجيديا باعتبارها أكثر أنواع الفنون ارتباطا بسؤال معنى الحياة، كما أنها من المسائل التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمعنى الحياة؛ فهي أكثر الأشكال الفنية التي يمكن قياسها على سؤال معنى الحياة، لأنها الفن الذي يعكس الوجود الإنساني ويعبر عنه، وتعود أصولها إلى الثقافة الإغريقية القديمة، التي تتميز بالحياة الهشة القائمة على المخاطر، ففي التراجيديا تتأثر طموحات الحاضر بأحداث الماضي لتخنقها منذ اللحظة الأولى.
كما يشير الكاتب إلى أن سر البقاء قد يكمن في توخي الحذر أثناء السير في حقل ألغام الوجود الإنساني، كما أن الحكم على سعادة إنسان لا يكتمل إلا حينما يموت خاليًا من الألم، والتراجيديا لا تجيب عن تساؤل لماذا تتعرض حياة الأفراد للتحطم بشكل يفوق مدى استيعابهم، أو لماذا يسيطر الظلم على الشئون الإنسانية؟ أو أين تغيب عقول بعض البشر لدرجة تسمح لهم بتناول لحوم الأطفال المذبوحين؟
فالكاتب يؤكد أن التراجيديا هي سؤال بلا جواب، مما يجعل غياب السلوى في التراجيديا أمرًا محتومًا، وما يميز البشر بشكل عام؛ مسألة التعامل مع الوجود الإنساني كإشكالية، فالبشر هم المخلوقات التي تواجه موقفها كسؤال أو مصدر قلق، أو مدعاة لتأمل العالم من نقطة مراقبة أوليمبية، فالتأمل في وجودنا هو جزء منه، حتى وإن كان هناك إصرار من أتباع ما بعد الحداثة على بعض الأفكار.
ومن هذه الأفكار؛ فكرة التعامل مع الموقف الإنساني كسراب ميتافيزيقي، ويرى الفكر الحديث الوجود الإنساني على أنه أمر عرضي، فحتى في أكثر اللحظات إثارة؛ فإننا لا نتمتع بها لإدراكنا أن الوجود مؤقت، ووجهة النظر هذه لم تلقَ الكثير من الدعم من قبل فلاسفة القرن الثاني عشر؛ بإعتبار الإله هو رمز الوجود البشري، ويرى الكاتب أن الوجود الإنساني لا مبرر له وليس حتميًًا لا مفر منه.
الفكرة من كتاب معنى الحياة مقدمة قصيرة جدًا
في هذا الكتاب محاولة من المؤلف لإثارة أفكار سامية بلغة أقرب لطابع المرح أو السخرية، ويستهل المؤلف هذا الكتاب بالتساؤل حول سؤال “معنى الحياة”، ومن المؤكد أن عدم معرفة معنى الحياة هو جزء من معناها، ولعل سر استمرار الحياة يكمن في الجهل بحقيقتها، أو أن معنى الحياة أوسع من أن نتعايش معه، وعليه فإن الخيال سبب في استمرار الواقع وتحركه، والحياة باختلاف أشكالها، لها مقتضيات وطبيعة تساؤلات.
فالكاتب يتطرق لعدد من الأسئلة التي حيرت الفلاسفة على مر العصور، مثل: “كيف نشأ الوجود؟”، ولا شك أن هناك فارق ملحوظ بين الأسئلة الحقيقية والمزيفة، ومما يزيف الأسئلة؛ القواعد النحوية التي تتبعها، فربما ضللتنا تلك القواعد وجعلتنا نخلط بين الحقائق، وذلك لأن بعضها يخاطب الافتراضات الشخصية المترسخة في ذهن كل منا، وحول المعنى وحول الحياة، تدور فصول هذا الكتاب، لعل القاريء يجد فيه ضالته في التساؤل عن معنى الحياة.
مؤلف كتاب معنى الحياة مقدمة قصيرة جدًا
تيري إيجلتون: ناقد ومفكر بريطاني، من أبرز النقاد الأدبيين تأثرًا بالمعاصرين في بريطانيا، يعمل كأستاذ للأدب الإنجليزي في جامعة لانسيستر، كما عمل أستاذًا للأدب الإنجليزي في جامعة أكسفورد ومانشستر، للكاتب عدة مؤلفات؛ منها: مشكلات مع الغرباء، وفكرة الثقافة، وأوهام ما بعد الحداثة.
معلومات عن المترجم:
شيماء طه الريدي: مترجمة منذ عام 2003، تخرجت في قسم اللغة الانجليزية بكلية الألسن جامعة عين شمس عام 2000، ثم بدأت العمل في مجال الترجمة في إحدي دور النشر المصرية، عملت كمترجمة مستقلة مع مؤسسة هنداوي، ثم عملت فيها كمراجعة.
قامت بترجمة العديد من الأعمال، مثل: “ألغاز تاريخية محيرة”، و”لا تقدم العرض الأول أبدًا”، كما قامت بمراجعة العديد من المؤلفات، منها: “المساعدة الذاتية” و”التطوير الذاتي”