التدريب على التأمل
التدريب على التأمل
الذهن كالجسم يحتاج إلى تمرين لتطوير القدرة على التفكير والتركيز والتخفيف من القلق والغضب، حيث إن القدرات النفسية تقوم على مبدأ التعلم وزيادة التدريب يزيد من التقدم، ويعد التأمل بالوعي الكامل رياضة للذهن، وممارسته يوميًّا تعد سلوكًا صحيًّا، ويُرَتِّب فوضى المشاعر والأفكار بداخلنا، ويعُلِّمنا الصبر وعدم توقُّع نتائج سريعة، ويعُلمنا التواضع بإدراكنا لإمكانية التعرض لفترات تقدم وانتكاسة.
ممارسة التأمل بالوعي الكامل لا يشترط أن يكون لتحقيق حاجة معينة، وإنما تكون الممارسة في الأوقات التي نكون فيها على ما يرام دون وجود معاناة، والتمرين على التأمل له ثلاثة مستويات: المستوى الأول هو الممارسة المنهجية، وتتضمَّن تمارين طويلة المدى يمارسها المبتدئون يوميًّا، ثم أسبوعيًّا ثم شهريًّا، ويمكن ممارستها ذاتيًّا، ولكن يحتاج الممارس إلى توجيه من معلم، ولذلك يجب أن يشارك في جلسات يديرها خبير في التأمل بالوعي الكامل، ليتعلم مجموعة من المهارات تساعده على الممارسة الذاتية.
المستوى الثاني هو الممارسة القصيرة المدى، ويتضمَّن تمارين يمكن ممارستها أكثر من مرة في اليوم، والحضور الواعي في لحظات معينة، مثل أوقات الانتظار والانتهاء من نشاط والبدء في نشاط آخر، ويمكن ممارستها أيضًا في لحظات الألم والمعاناة.
أما المستوى الثالث فهو العيش بوعي كامل، ويتضمَّن عيش أكبر عدد من اللحظات بحضور كامل، والتوقف المتكرِّر لثوانٍ أو دقائق لندرك ما يدور في داخلنا ومن حولنا، ونشعر به بداخلنا، سواء كانت لحظات عادية، أم لحظات لها أهمية، أم عند رؤية الطبيعة والجمال.
الفكرة من كتاب تأمل يومًا بعد يوم: ٢٥ درسًا للعيش بوعي كامل
نستيقظ يوميًّا لنؤدي أنشطة الحياة بشكل روتيني وآلي، دون وعيٍ منا، وننشغل أثناء ذلك بمواقف حصلت في الماضي، أو التفكير بما سيحدث في المستقبل، ونهرب من أفكارنا ونرفض مشاعرنا، لتكون النتيجة هي زيادة المعاناة، وعدم عيش الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل، ويقدم الكاتب الحل في ممارسة التأمل بالوعي الكامل، ويعطينا دروسًا ومبادئ ليصبح الوجود في اللحظة الحاضرة أسلوبًا للحياة.
مؤلف كتاب تأمل يومًا بعد يوم: ٢٥ درسًا للعيش بوعي كامل
كريستوف أندريه: طبيب ومعالج نفسي فرنسي، يعدُّ التأمل ضمن أكثر اهتماماته، ومارسه لسنوات عديدة وتعلمه ثم قام بتعليمه، حيث يقوم بإدارة جلسات التأمل في مستشفى سانت آن في باريس، وتتم استضافته باستمرار في قناة “فرنسا” الثقافية وشارك في العديد من اللقاءات، ولامس المشاهدين وحقَّق شهرةً وقبولًا لديهم، كما حقَّقت كتبه أكثر المبيعات، ومنها: “الحياة الباطنة”، و”الخجل”، و”العيش سعيدًا”، و”وقت التأمل”.
معلومات عن المترجم:
سامح عبد الكريم صالح: طبيب نفسي سوري، درس في باريس العلاج المعرفي السلوكي، ولديه عضوية في جمعية العلاج المعرفي السلوكي في فرنسا، ويدرس حاليًّا العلاج المعرفي بالتأمل بالوعي الكامل.