التدخين يُفسِد القلب والرئتين

إن كنت من المحظوظين الذين لن يقترب منهم سرطان الرئة، فأنت مُعرَّض لأمراض أخرى تنفُّسية وقلبية، على مستوى التنفس؛ فإن التدخين هو المسؤول الأول عن أمراض الرئة الانسدادية المزمنة 
(chronic obstructive pulmonary disease)، وتلك الأمراض هي السبب الثالث للموت عالميًّا، وينتج عنها انسداد في مستوى من مستويات مجرى التنفس، مما ينتج عنه خلل في تبادل الغازات على مستوى الحويصلات الرئوية وتعجز الرئة عن الحصول على الأكسجين الكافي للعمليات الحيوية.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

تلك الأمراض تحدث بسبب المواد السامة الموجودة في مكونات السجائر حيث بطبيعتها تؤدي إلى التهابات شديدة في القصبة الهوائية فيزداد سُمك الجدران ويضيق الممر الرئيس للهواء، ومن ثَم يجد المريض صعوبة شديدة في التنفس، وقد ينتج عن تلك الالتهابات ما يسمى بانتفاخ الرئة حيث يتم تدمير جدران الحويصلات الرئوية وتتحد مع مثيلاتها وتكوِّن فقاعات ضخمة تعجز عن التبادل الغازي، وتتطوَّر أمراض الرئة الانسدادية على نحو خفي وبطيء يجعل المريض يتأقلم معها ويتأخَّر في الذَهاب إلى الطبيب فتسوء حالته أكثر وأكثر.

إن التدخين يُسبِّب العديد من الأمراض القلبية مثل الذبحات الصدرية واحتشاء عضلة القلب إما نتيجة لتأثير المواد المكونة وإما بسبب تأثير نقص الأكسجين، حيث إن النيكوتين وحده يعمل على تخريب بطانة الشرايين والأوعية الدموية ويسبِّب ضيقًا في الأوعية و يزيد من نسبة حدوث الجلطات الدموية ويرفع من ضغط الدم مما يؤثر سلبًا في القوة الانقباضية للقلب.

ويشترك النيكوتين مع أول أكسيد الكربون في آلية أمراض القلب، حيث يخربان بطانة الشرايين ثم تترسَّب الدهون في الأماكن المخرَّبة في جدران الأوعية فيزيد سُمك الجدران وتضيق الفتحة، ومن ثم يصبح حجم الدم المار به قليلًا، مما يسبب الاحتشاء في الأعضاء المختلفة إذا أصيبت أوعيتها الدموية، أما إذا أصيبت الأوعية الإكليلية المغذية للقلب فتؤدي الى ذبحة صدرية قد تصل إلى احتشاء عضلة القلب (وهو موت جزء منها).

يشكِّل التدخين أخطارًا متزايدة وأضرارًا متلاحقة بالشباب وكبار السنِّ بل والأطفال، وصار طعنةً في ظهر المجتمعات الطامحة في التقدم لما يسبِّبه من أمراضٍ وعِلل تؤثِّر صحيًّا في أفراد المجتمع فتجعلهم عاجزين بحاجة إلى رعاية مستمرة.

في هذا الكتاب يتحدث مؤلفه عن التدخين ويُفرِد أحاديثَ مطوَّلة عن آثاره السلبية في الصحة، بدايةً من الجهاز التنفسي إلى باقي الأجهزة، كما يفسر عملية الإدمان كسلوك بيولوجي.

سمير أبو حامد: كاتب وطبيب بشري، له عدة مؤلفات في مجال الطب، مثل: “مرض الزهايمر.. النسيان من نعمة إلى نقمة”، و”الجلطة الدماغية”، و”البدانة مرض العصر.. من الألف إلى الياء”.