التدخل العلاجي
التدخل العلاجي
نشأ العلاج النفسي منذ آلاف السنين، إذ كان يعالج قديمًا عن طريق تناول بعض الأعشاب المهدئة، ثم تطور مع الوقت ليشمل أنواعًا أخرى، فكان اليونانيون يستخدمون طريقة لفصد الدم الفاسد، لظنهم أن المرض النفسي ينتج من اضطراب سوائل الجسم، ثم انتشرت المارستانات في العصور الوسطى وهي طريقة لعزل المرضى النفسيين، ومع بداية القرن التاسع عشر بدأت أولى محاولات العلاج النفسي الحديث على يد فرويد، الذي أسس أول مدرسة متكاملة للعلاج النفسي. ويختلف نوع العلاج النفسي باختلاف الاضطرابات النفسية، وشدتها، ولا شرط أن تخضع جميع الحالات لعلاج دوائي، بل إن أكثرها يتماثل للشفاء من حضور جلسات العلاج النفسي في غضون أسابيع أو شهور.
ينقسم العلاج النفسي إلى نوعين: النوع الأول هو “العلاج النفسي غير الدوائي”، وفيه يخضع المريض لجلسات علاجية مع المختص، وتحدَّد المشكلات المسببة للمرض النفسي، والطرق المثلى للتعامل معها، ثم توضع خطة علاجية لفترة، ويظهر التحسن كلما حضر المريض جلسات أكثر. ويضم هذا النوع مدرستين وهما “المدرسة الدينامية” و”مدرسة العلاج المعرفي السلوكي”، وتحاول كلتا المدرستين مساعدة الناس اعتمادًا على رؤية كل منهما للإنسان ومشكلاته النفسية، كما ظهرت مدرسة تسمى “المدرسة التوفيقية” وتهدف إلى استخدام العوامل المؤثرة من كلتا المدرستين.
والنوع الثاني هو “العلاج النفسي الدوائي”، إذ يستفاد من الأدوية النفسية الحديثة لعلاج الاضطرابات النفسية المتوسطة، وفوق المتوسطة، التي لم ينفع معها الإرشاد العلاجي، ويجب على المختصين وغيرهم معرفة أنواع الأدوية المستخدمة، والأعراض الجانبية لها ومن أكثر الأدوية استخدامًا “مضادات الذهان” التي تستخدم في علاج الاضطرابات الفصامية والذهانية، و”مضادات الاكتئاب” التي تستخدم في علاج اضطرابات الاكتئاب، والقلق، والوسواس القهري، والتبول اللا إرادي عند الأطفال، “ومثبتات المزاج” التي تستخدم في علاج ثنائي القطب والصرع.
ويقوم العلاج بالصدمات الكهربية على تمرير تيار كهربي على مناطق معينة من الدماغ محدثًا نوبة صرعية، ويجب أن يجرى للمريض وهو تحت التخدير الكلي، مع تناول باسط للعضلات كي لا يشكو المريض من تكسير في العظام والعضلات بعد الانتهاء، ويمتاز هذا النوع بكفاءته العالية، ودرجة الأمان المرتفعة، إلى جانب كونه يعطي نتائج سريعة في الحالات الخطرة، ولكنه اكتسب سمعة سيئة بسبب تشويه صورته في السينما.
الفكرة من كتاب حكايات التعب والشفاء دليل الصحة النفسية
في الوقت الذي تقرأ فيه هذا الكتاب، اعلم أن فردًا من بين كل أربعة أفراد يعيشون حولك ربما يعاني أحد الاضطرابات النفسية، وقد يكون هذا الإنسان ضمن أفراد أسرتك، أو جيرانك، مما يجعل الاضطراب النفسي من أكثر الإعاقات النفسية شيوعًا بل من أخطرها، لأنك قد تكون أحد المصابين به ولا تعرف ذلك، كما أن غالبية المرضى لا يعترفون بمرضهم ويرفضون العلاج، بل قد يصلون إلى مرحلة إنكاره.
ولذا كان هدف هذا الدليل النفسي توعية الجميع من المختصين وغير المختصين بالاضطراب النفسي، وطرق علاجه وكيفية التعامل مع مرضاه. إلى جانب عرضه تقنيات المقابلة النفسية التشخيصية، ومتى يلزم التدخل العلاجي.
مؤلف كتاب حكايات التعب والشفاء دليل الصحة النفسية
نبيل القط: كاتب، وطبيب مصري، تخرج في كلية الطب جامعة المنصورة عام ١٩٨٨، وحصل على ماجستير في الأمراض النفسية والعصبية من جامعة عين شمس. عمل في مجال الطب النفسي على مدار ٣٠ عامًا، وشارك في عديد من المؤسسات مثل اليونيسيف، وهيئة الأسرة الدولية، بالإضافة إلى كونه عضو مجلس إدارة بالجمعية المصرية للعلاجات الجماعية، وجمعية الطب النفسي التطوري، وله عديد من المقالات في الصحف والمجلات، بالإضافة إلى كثيرٍ من المقابلات التليفزيونية، كما شارك بالتمثيل والكتابة والإشراف في بعض الأعمال الدرامية مثل (فوق مستوى الشبهات، وسقوط حر، وتحت السيطرة، وعائلة الحاج نعمان)
ويُعد كتاب “حكايات التعب والشفاء” هو الكتاب الوحيد المطبوع من تأليفه.