التحيات والتسليم
التحيات والتسليم
عادة الملوك أن يحييهم الناس بأنواع التحيات من الأفعال والأقوال المتضمنة للخضوع، والله أحق بكل أشكال التعظيم والثناء، فالتحيات لله (أي السلام لله) من جميع الآفات التي تلحق بالعباد، وعطفت عليه الصلوات عبودية له، ووصفت بالطيبات لأن الله طيب لا يقبل إلاطيبًا، ثم يسلم على سائر عباد الله الصالحين.
وعندما يردِّد المسلم: “السلام عليك أيها النبي” فإنه يتمثل شخصه الكريم يرد عليه التحية بأحسن منها، ثم يسلم المسلم على نفسه وعلى سائر عباد الله الصالحين مستصحبًا أهمية الصحبة الصالحة فيستشعر المرء أن هذا السلام يعم كل عبد صالح في السماء والأرض.
فالتحيات تشتمل على الشهادة التي من أجلها أُقيمت الصلاة، ويتبعها المسلم بالصلاة على الرسول (صلوات الله عليه)، فهي من أعظم الوسائل لاستفتاح الدعاء، ثم الصلاة على آل البيت الأطهار وعلى سيدنا إبراهيم وسائر النبيين من بعده، ويتبعها بالدعاء بالبركة للرسول (صلى الله عليه وسلم) وتثبيت ما أعطاه الله له من تشريف وكرامة وعلى كل من اقتفى أثره، ويختم المسلم بالثناء على الله قائلًا: “إنك حميد مجيد”، أي المستحق لجميع المحامد في ذاته وصفاته وأفعاله والمتصف بكمال الشرف والكرم والرفعة.
ويختم المسلم صلاته بالتعوذ بالله من مجامع الشر قائلًا: “اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وعذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال”، فالشر كل الشر في عذاب الآخرة وأي فتنة مؤدية إليه، ثم يسلم المسلم قاصدًا ختم الصلاة.
الفكرة من كتاب أول مرة أصلي
الصلاة ليست حركات وسكنات تستغرق بعضًا من الوقت وتنقضي، بل هي حركة تصحيحية يتربى فيها القلب على مراقبة الله وامتثال الوقوف بين يديه وترسيخ معنى المراقبة في النفس، خمس مرات في اليوم والليلة لتغيير مسار الحياة وتغيير الوجهة.
يؤصل هذا الكتاب للتأثير في النفوس وتوريث الخشوع ليكون القارئ ممن صدق فيهم قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “وجعلت قرة عيني في الصلاة”.
مؤلف كتاب أول مرة أصلي
خالد أبو شادي: دكتور صيدلي وداعية إسلامي، ولد عام 1973م بمحافظة الغربية بمصر.
له العديد من الكتب والمحاضرات في الوعظ والإرشاد الديني، من أشهر مؤلفاته:
جرعات الدواء.
صفقات رابحة.
سباق نحو الجنان.
رحلة البحث عن اليقين.