التحول في ميزان القوى
التحول في ميزان القوى
كانت سيطرة الشركات العالمية الكبرى على مجريات صناعة النفط واضحة بلا شك، يرجع ذلك إلى احتكارها المعرفة والتكنولوجيا، مما جعلها في مكانة تمكِّنها من التدخل في سياسات الدول وقرارات الحكومات، لكن مع تطور الأوضاع بدأت الدول القومية -وبخاصةٍ تلك التي تحوي احتياطيات كبيرة من النفط- تدخل اللعبة وتشغل حيزًا من ميدان صناعة النفط، فأنشأت بذلك الشركات القومية الخاصة بها ودعمتها بكل الطرق في سبيل مواجهة شركات النفط العالمية، مما كان له الأثر بعد ذلك في انهيار “الأخوات السبع” 2008، وسيطرة تلك الشركات القومية على ما يعادل ثمانين في المائة من احتياطي النفط العالمي وبقية العشرين في المائة الأخرى موزعة بين باقي الشركات العالمية.
بذلك عزَّزت تلك الشركات القومية ومن ورائها دولها من مكانتها الدولية، وأكسبها ذلك موقف قوة في التفاوض والدخول في شراكات مع الشركات الأجنبية الأخرى، ولم تكن تلك الشركات الأجنبية في وضع مريح يسمح لها بالمناورة، ففي الغالب كانت بين اختيارين أحلاهما مر، فإما أن تقبل الشراكة مقتسمة بذلك أرباحها مع اللاعب الجديد في صناعة النفط وإما أن ترفض الاشتراك مع تلك الدول القومية، وبذلك تكون تلك الشركات القومية سيطرت على مائة بالمائة من المشروع، وبذلك استطاعت معظم الدول القومية إخراج الشركات الأجنبية العالمية من حلبة المنافسة بعد أن كانت تستأثر بنصيب الأسد من أرباح العملية النفطية، ولا تترك لتلك الدول غير الفتات.
الفكرة من كتاب سلطة النفط والتحول في ميزان القوى العالمية
“لطالما شكَّل النفط في نظر عدد كبير من المحللين أحد أهم الأسباب الخفية لكثيرٍ من الصراعات والاضطرابات والحروب على الساحة العالمية”.
يناقش هذا الكتاب تاريخ ظهور النفط بدايةً من مراحل اكتشافه الأولى، مرورًا بمراحل ظهوره كقوة فاعلة مؤثرة في القرارات السياسية للدول، كما يحاول الكاتب دق ناقوس الخطر عن تعاظم سلطة النفط التي تركزت اليوم بين حفنة من الدول حديثة العهد بالثراء، ويجيب عن كثيرٍ من الأسئلة الغامضة عن دور النفط في الهندسة السياسية للمواقف الدولية.
مؤلف كتاب سلطة النفط والتحول في ميزان القوى العالمية
روبرت سليتر Robert Slater: كاتب أمريكي، ولد في الأول من أكتوبر عام 1943م في نيويورك، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة بنسلفانيا، وعلى درجة الماجستير في العلاقات الدولية من كلية لندن للعلوم الاقتصادية، وقد عمل خلال حياته المهنية الحافلة، لدى وكالة يونايتد برس إنترناشيونال ومجلة تايم لسنوات عديدة.
ألف كتبًا كثيرة عن شخصيات كبرى ورائدة في عالم الأعمال، منهم جاك ويلش، وجورج سوروس، ودونالد ترامب، وقد تُوفِّيَ في الخامس والعشرين من مارس عام 2014م في إسرائيل.