التحليل النفسي
التحليل النفسي
ينصرف مفهوم التحليل النفسي إلى الطريقة التي اتبعها فرويد -عالم النفس الشهير- وتتركَّز ملامحها في البحث في سرد المريض النفسي لتاريخه المرضي للوصول إلى بدايات تشكُّل العُقَد النفسية التي تكوَّنت على النسيج النفسي وتحليل الأسباب الأساسية للاضطرابات المزاجية، فتبدأ رحلة العلاج بإعادة النسيج لصورته الطفولية الأولى عبر ما يشبه عملية التفريغ النفسي، فالطبيب يحاول التسلل رويدًا رويدًا إلى منطقة اللاشعور للمريض عبر إعطائه الحرية الكاملة للتعبير عن مكنوناته النفسية وبخاصة أحلامه.
ولكن الأمر ليس بهذه السهولة، إذ ينشأ نوع ما من المقاومة لدى المريض في إفشاء أسراره، لذا قد يتطلَّب العلاج النفسي شهورًا حتى يصل المعالج إلى تفسير الاضطراب النفسي الذي يعانيه المريض.
كما يطلق أيضًا التحليل النفسي على مجموع ما أنتجته مدرسة فرويد من نظريات تتعلَّق بالجانب النفسي للإنسان، إذ شكَّلت الأساس لعلم التحليل النفسي، ويرتكز هذا الجانب النظري على مجموعة من المبادئ أبرزها مبدأ الحتمية السيكولوجية التي ترى أن الصدفة ليس لها مكان في السلوك الإنساني.
فالحوادث النفسية ترتبط بعضها ببعض ارتباط العلة بالمعلول، كما أن النفس تتصف دائمًا بالديناميكية أو الفاعلية فهي ليست جامدة، بل تؤثر وتتأثر بواقعها المحيط، وهناك أيضًا مبدأ التوازن فلا تكاد تنشأ رغبة ما إلا وتنشأ لها رغبة تناقضها، ويتحدَّد السلوك الإنساني للفرد كنتيجة لمحصلة الصراع بينهما، فهو للغالب منهما.
الفكرة من كتاب مبادئ التحليل النفسي
يتناول الكتاب أحد أهم العلوم وأكثرها إثارة وغموضًا ألا وهو علم “التحليل النفسي”، هذا العلم الذي لا يقتصر فقط على كيفية قراءة النفس البشرية، بل يتعدَّى ذلك إلى محاولة التحكم فيها!
وعلى ذلك فالكتاب يقتحم خبايا التحليل النفسي ويتجشَّم خطورة النزول إلى سردابه، موضحًا أهم مبادئه وتفسير أشهر المصطلحات المستخدمة فيه، مع التعريج على أبرز تطبيقاته في العلوم الحياتية.
مؤلف كتاب مبادئ التحليل النفسي
محمد فؤاد جلال: كاتب مصري، يعدُّ أحدُ أبرزِ روَّاد التربية الحديثة، حصل على بعثةٍ لدراسة علم النفس في إنجلترا، حيث نالَ دبلوم علم النفس مع مرتبة الشرف عامَ ١٩٤٠م. وبعدما رجع مِن البعثة امتهن التدريس ﺑ”معهد التربية العالي للمعلمين”، وظلَّ به حتى عُيِّن رئيسًا لقسم التربية وعلم النفس، كما عمل أستاذًا لعلم النفس في كلية البنات.
وقد شغل العديد من الوظائف، منها: وزير الثقافة والإرشاد القومي، ووكيل مجلس الأمة وسفير مصر (بعدة دول)، كما ترأَّسَ مؤتمرَ الخِرِّيجين العرب، ومؤتمرَ التضامُن الآسيوي الأفريقي، وكَتبَ مئاتِ البحوث والمقالات، ويُعدُّ كتابا «مبادئ التحليل النفسي» و«اتجاهات في التربية الحديثة» من أهم كُتبِه، وقد استمرَّ عطاؤه حتى وافَتْه المنية عامَ ١٩٦٢م.