التحليل الكمي لأفلام هوليوود عن إيران

التحليل الكمي لأفلام هوليوود عن إيران
يستند التحليل الكمي إلى دراسة دقيقة لأفلام هوليوود عن إيران، لكشف تعمد أمريكا إثارة القضايا الخلافية بينها وبين إيران، بهدف تأليب الرأي العام العالمي ضد إيران.

وقد بلغت نسبة أفلام هوليوود التي استندت إلى أحداث حقيقية عن إيران، بعد الثورة الإسلامية وحتى عام ٢٠١٦ نحو ٣٣%، في حين مثلت ٦٧% منها أفلامًا خيالية، كما ركزت الأفلام على التاريخ الحديث بنسبة ٦٧%، في مقابل ٢١% من الأفلام التي تناولت تاريخ الإمبراطورية الفارسية قديمًا، مما يدل على اهتمام شركات الإنتاج بإلقاء الضوء على القضايا المعاصرة المؤثرة في الساحة الدولية.
كما تتصدر القضايا السياسية لائحة موضوعات الأفلام، فتشكل ٢٥% منها، تليها الموضوعات الاجتماعية بنسبة ٢٠,٨%، ثم التاريخية والخيالية بنسبة ١٦,٧%، وأخيرًا الأفلام الملحمية بنسبة ١٢,٥%، في حين تنعدم الأفلام الرومانسية، وبتحليل الأفلام السياسية، نجد أنها تركز على قضايا التمييز الطائفي والطبقي والعرقي والجنسي بنسبة ١٢,٥% من مجمل القضايا الأخرى، حتى ترسخ أمريكا هذه الفوارق في الواقع الإيراني. كما ركزت على قضايا سياسية أخرى، كالنظام الإسلامي، والديمقراطية، والمعارضة، والثورة الإسلامية.
وقد ركزت الأفلام على قضية النووي الإيراني، بنسبة ٢٩,٢% من مجمل القضايا الأمنية، تليها قضية العنف الثوري بنسبة ٨,٣%، ثم قضايا السلاح غير الشرعي، والحرب الإيرانية العراقية بنسبة ٤,٢%، أما القضايا الدولية، فقد ركزت على قضية رعاية إيران للإرهاب الدولي، وقضية الغرب المتفوق.
وبتحليل الاتجاهات العامة للأفلام، نجد أن ٧٥% منها تركز على الجوانب الشديدة السلبية، من دون الإشارة إلى أي نقاط إيجابية في النظام الإسلامي الإيراني كالتقدم التكنولوجي، فتعمدت أمريكا تشويه الثقافة الإيرانية، وتصوير القوانين الإسلامية بالتطرف والإجحاف بحق الشعب الإيراني، فأظهرت المرأة معنَّفة وضعيفة، وأظهرت الرجل الإيراني رجعيًّا وإرهابيًّا، كما صورت الإيرانيين يعيشون في معاناة وظلم، مما يستدعي التدخل الأمريكي، كما تعمدت ربط السلوكيات السلبية في هذه الأفلام، كالتعذيب وتطبيق الحدود والعنف الثوري، برموز إسلامية كالحجاب والأذان وهتافات الله أكبر وصور رجل الدين الإيراني «آية الله الخمِينِي».
الفكرة من كتاب إيران وهوليوود: القوة الناعمة لصناعة صورة الآخر
بدأ الصراع الأمريكي الإيراني منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام ١٩٧٩م، التي أطاحت بالشاه مُحمَّد رِضَا بَهْلَوِي، حليف أمريكا وحامي مصالحها النفطية في الشرق الأوسط، فعدت أمريكا إيران عدوًّا لها، وتهديدًا لمصالحها الاقتصادية في المنطقة، ثم صنفتها دولة إرهابية، بسبب امتلاكها برنامجًا نوويًّا، ودعمها لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين، وبعد أن فشلت سياسات الاحتواء والعقوبات الاقتصادية، التي طبقتها أمريكا على إيران، أصبح الخيار الوحيد أمامها هو تغيير شخصية النظام بطرق غير عسكرية، من خلال استخدام أدوات القوة الناعمة.
يتناول هذا الكتاب دراسة أدوات القوة الناعمة الأمريكية تجاه إيران، خصوصًا أفلام هوليوود، التي ركزت على تصوير المجتمع الإيراني في ظل نظام الحكم الإسلامي، كما يناقش العلاقة بين نظرية الإمبريالية الثقافية وشعور أمريكا بالتفوق العرقي، الذي يجعلها تؤمن بأحقيتها في الهيمنة على ثقافات الآخرين، كما يقدم تحليلًا مفصلًا لبعض نماذج أفلام هوليوود عن إيران.
مؤلف كتاب إيران وهوليوود: القوة الناعمة لصناعة صورة الآخر
د. حوراء حوماني: كاتبة لبنانية، وأستاذة جامعية في كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية، وباحثة في مجال الإعلام والاتصال، حصلت على درجة الدكتوراه في علوم الإعلام والاتصال من المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة اللبنانية، وعملت إعلامية في قناة المنار، وصحفية لعدد من الصحف اللبنانية، آخرها جريدة الأخبار، كما أنها عضوة في الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال «AARCS»