التحكم في الألم
التحكم في الألم
قد يُصاب المرء بعلةٍ ما في بدنه تجعله عاجزًا عن الحركة وفي ألم يكاد يكون مستمرًّا مثل مرضى آلام الظهر والرقبة، وقد تصل الحالة إلى أن العلاج الدوائي لا يُجدي نفعًا على المدى الطويل، وإلى جانب ذلك يبدأ المريض بالتعامل مع نفسه على أنه عاجز ولن تستمر حياته من دون الأدوية المُسكنة، فيُصابون بالإحباط وتكون أغلب ردود أفعالهم عدوانية وعصبية، وقد يلجؤون إلى التدخين كنوع من الاسترخاء المُزيف، وحين يوجدون في تجمعات يستخفون بمن حولهم وبمشكلاتهم، وقد ظهرت هذه السلوكيات المختلفة على غالبية المُصابين بالألم، إلى أن يأتي اليوم الذين يتخذون فيه قرار حضور برامج إدارة الألم، وبعد الاستمرار في برنامج إدارة الألم الذي يتضمن التمرينات الجسدية، وكذلك حضور جلسات العلاج في مجموعات، يصبحون أكثر شجاعة في التحدث عن آلامهم، ويبدؤون في الاستماع باحترام إلى أنفسهم وإلى لآخرين ويعتذرون عن سلوكهم السيئ.
إن الشعور بالألم إذا زاد عن حده وهو ثلاثة أشهر تقريبًا، تصبح له أضرار جسدية ونفسية خطيرة، لذا على المريض أن يستعين بخطوات عملية، وأكثر خطوة هامة يغفل عنها المريض هي الحركة، لتنشيط الدورة الدموية وزيادة المرونة لكي لا تضمر أعضاء الجسد، وفي بداية الأمر ستجد أنك منزعج ومتألم، لكن مع مواصلة المقاومة واقتناعك بالتأثير الإيجابي لهذه التمرينات ستجد أنها أصبحت مسكنات فعالة للألم، كما أن ممارسة تمرينات الاسترخاء تجعل المريض أكثر قدرة على تحديد الجزء المؤلم في جسده فيهدأ ويسكن الألم دون مسكنات للألم، وتكون الطريقة هي أن يهدأ ويسترخي للحظات ويوقف ما يفعله ثم يتنفس بطريقة صحيحة حتى يهدأ.
فهذه التمرينات تسهتدف جعل الجسد بأكمله في حالة صحية جيدة، واستعادة قدرته على الحركة والقوة، مع ملاحظة عدم الإفراط في التمرينات حتى لا نُصيب الجسد بالإجهاد الشديد، ويجب استشارة الطبيب المعالج في التمارين المناسبة لكل حالة، ويجب ألا ينسى المريض مكافأة نفسه بعد كل خطوة يتقدم فيها في علاجه، وأن يسعد بقدرته على المقاومة والتخطي، ويحدد أهداف هذه التمارين لكي لا يتوقف عند تقدم واحد.
الفكرة من كتاب كيف تتعايش مع الألم؟
في هذا الكتاب يعرض لنا الكاتب نيفيل شون كيفية التعايش مع الألم وإدارته وفهم الألم وطرق التحكم فيه، وتحويله من ألم تعجيزي إلى تحفيزي، فالكاتب تعرض لانتكاسة صحية حولته من شخص رياضي أكاديمي متفاعل في الحياة إلى شخص عاجز لا يقوى حتى على حمل كتاب يقرؤه لدقائق قليلة ولو حتى على حامل، إلى أن جاء يوم أُقيم فيه برنامج عن إدارة الألم في إحدى المستشفيات، وحضره الكاتب بعد أن نصحه عدد من الأطباء بحضوره، وعلى الرغم من بساطة المحتوى المعروض في هذا البرنامج، فإنه غيّرَ حياة الكاتب والعديد من المرضى معه واستعادوا معه حماسهم تجاه الحياة، وتعلم الكاتب مهارات كثيرة للتعامل مع عجزه وتقويةَ بدنه وكيفية التعايش مع ألمه بشكل تحفيزي لا تعجيزي، وهذا ما جعله يكتب تجربة معايشته للألم الذي ما زال يحمله حتى الآن، فقط ليساعد من هم في مثل ظروفه ومن عانوا من الألم لمدة تزيد على ثلاثة أشهر أو من يعانون ألمًا مستمرًّا، ولم يعرض إلا أشياء جربها بالفعل ويعرف نتيجتها، ليكون دليلًا للمتألم لخوض التجربة والتغلب على التحديات التي توقف حياته.
مؤلف كتاب كيف تتعايش مع الألم؟
نيفيل شون: هو أستاذ جامعي، كان حريصًا على ممارسة الرياضة، وكانت حياته الاجتماعية زاخرة بالأحداث إلى أن أصابه مرض في العمود الفقري، أدى إلى إصابته بالعجز وعدم الحركة وشعوره بالألم المستمر، مما دفعه إلى ترك العمل والإصابة باليأس، لكنه بعد فترة أدار حياته واستعاد نشاطه، واشتهر بكتابنا الذي نعرضه اليوم “كيف تتعايش مع الألم؟”، وله عدة مؤلفات أخرى منها “حِمية الألم المُزمن The Chronic Pain Diet Book”، و”كتيب إدارة الألم Pain Management Handbook”، وكتاب “السرطان – شأن عائلي Cancer – a Family Affair”.