التحصُّن بالتاريخ
التحصُّن بالتاريخ
من المهم أن ننظر إلى طبيعة القضايا والمفاهيم الإسلامية والتعامل معها بشكل تطبيقي عملي أكثر منه نظريًّا معرفيًّا لفهم تلك التشريعات بشكل أفضل، وإمكانية إسقاطها على الواقع، واستخراج النماذج والقدوات المؤثرة منها، والتحصُّن أمام القضايا والموجات ذات المظهر البرَّاق الخاطف والبنية الهشة، ومن أهم هذه القضايا والمفاهيم قضية حقوق المرأة ودورها، التي أثارت استشكالًا على مر العصور من مختلف المذاهب والمدارس الدينية والفكرية والاجتماعية.
بعد الحرب العالمية الثانية التي قضت على الروابط والعلاقات الأسرية، وصعَدت من وتيرة العنف والقسوة وتركت جرحًا فكريًّا ونفسيًّا وأخلاقيًّا لا يزال ينزف حتى الآن بشهادة الغرب أنفسهم تم طرح قضية الحقوق الاجتماعية والخصائص الإنسانية للمرأة في الأوساط العلمية فاكتشفنا تأثيرها الواسع في كل المجتمعات باختلاف الأعراق والتوجهات، مما يعني أن هذه القضية أول ما أُثيرت أُثيرت في الغرب أولًا، ثم تسلَّلت وتفشَّت داخل المجتمعات البشرية في جميع الأقطار تحت مسمى “تحرير المرأة”.
انقسم الناس تجاه هذه الموجة إلى معارض لم تلبث أمامه تلك الموجة إلا أن تزداد صمودًا وانتشارًا لأن تلك المعارضة لم تقف في وجه موجة التحرير على أساس قوي سليم، وإنما تحصَّنت بأعراف وتقاليد بالية وتعصُّب أعمى، ما ساعد بشكل عفوي على تفشي الظاهرة أكثر، ومهَّد طرق قبولها في المجتمعات المختلفة، أما القسم الآخر والذي يمثل الأغلبية من أشباه المثقفين ونحوهم فقد رحَّبوا بها واستقبلوها باعتبارها مظهرًا من مظاهر التحضر والتقدم.
من أكبر العوامل المُعينة على تحصين المجتمعات الشرقية ضد الهجمات الفكرية والثقافية الغربية الثقافة والتاريخ الغني بالأمجاد والمثل العليا والقدوات مع توافر الحقوق الإنسانية، وباعتبارنا مجتمعًا إسلاميًّا فنحن نملك من حيث التاريخ والثقافة كنوزًا بإمكانها أن تمنحنا القدرة على الصمود في وجه الثقافات الغربية.
الفكرة من كتاب مسؤولية المرأة
إن الدين والثقافة والقدوات الإنسانية المشرِّفة من أقوى الأسلحة التي يمكن أن تتسلح بها الأمة الإسلامية بعامة وأجيال الشباب بخاصة تجاه الموجات الفكرية الاستعمارية.
يتحدث الكاتب في هذا الكتاب عن الطريقة المثلى في التعامل مع التشريعات الإسلامية لصالح الشباب، وعن تأثير الأفكار الغربية الاستعمارية والاجتماعية الموروثة، ويتطرق إلى وضع المرأة فيها.
مؤلف كتاب مسؤولية المرأة
علي شريعتي Ali Shariati: كاتب ومفكر إيراني إسلامي، وُلد في 23 نوڤمبر عام 1933 بالقرب من مدينة سبزوار في خراسان، وتوفي في 18 يونيو عام 1977، تخرج في كلية الآداب ليُرشَّح لبعثة إلى فرنسا عام 1959 لدراسة علم الأديان وعلم الاجتماع ليحصل على شهادتي دكتوراه في تاريخ الإسلام وعلم الاجتماع.
ومن أهم مؤلفاته:
التشيُّع العلوي.
التشيُّع الصفوي.
مسؤولية المثقف.
العودة إلى الذات.
فاطمة هي فاطمة.