التحرُّش الجنسي
التحرُّش الجنسي
التحرُّش الجنسي هو استثارة إجبارية للذكر أو الأنثى عن طريق اللمس أو الكلام أو المحادثات الهاتفية أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ومن أمثلة السلوك التابع للتحرُّش: النظرة الخبيثة للأنثى عندما تمر من أمام أحدهم أو قول ألفاظ جنسية أو تعليقات جنسية مستهدفة أو لمس الجسم أو النكات والقصص الجنسية أو الإصرار من شخص ما لدعوة الأنثى لمشروب أو الخروج معها أو توصيلها إلى بيتها أو الطلب منها العمل لساعات إضافية رغم رفضها المستمر، وترجع أسباب هذه السلوكيات إلى الإصابة ببعض الأمراض النفسية، وهناك أسباب اجتماعية، أي قد يكون الُمتحرِّش تحرَّش به أحدهم في الصغر من أحد أفراد عائلته، وهناك أسباب تربوية في المدرسة أو الأسرة أو لها علاقة بالأصدقاء ووسائل التواصل.
ولكي تحمي طفلك أو طفلتك من التحرُّش عليك أن تقوم بالآتي: توعية الأطفال منذ الصغر بشكل صريح وواضح، وبطريقة تُناسِب عُمر الطفل، والفصل بين الأطفال في النوم، ومراقبة الصغار عند اللعب معًا وبخاصةٍ لو تُرِكوا بمفردهم كي لا يقوموا بتقليد الكبار في الممارسات الجنسية أو اكتشاف بعضهم أجساد بعض من خلال بعض الألعاب مثل لعبة “العريس والعروسة” والطبيب وغيرها، وعدم السماح للصغار باللعب مع المراهقين، كما ينبغي أن يحرص الوالدان بشدة على التنبُّه لعدم القيام بالعلاقة الجنسية أمام أطفالهم، وعدم السماح للأطفال بلمس أعضاء الأمهات الجنسية، وعدم تخويف أو ترهيب الطفل كي يكون صريحًا مع والديه.
وتذكر أن المُتحرِّش أو المغتصب هو شخص عادي، وقد يكون شخصًا قريبًا للعائلة مثل أصدقاء الوالدين، أو من الجيران أو أحد أفراد الأسرة ذاتها مثل الأب أو الأم أو الخال أو العم أو زوج الأم أو أحد المعلمين أو السائق أو صاحب البقالة، ليس شرطًا أن يكون مُجرمًا ولديه سوابق إجرامية معروفة، لكن يظل التحرش الجنسي جريمة يجب العقاب عليها وعدم التكتُّم عليها إطلاقًا ولا مُعاقبة الطفل لأجلها، فهو ضحية يجب رعايته جسديًّا ونفسيًّا بعدها، فهذه جريمة حتى لو لم تصل إلى الاغتصاب الجسدي، لذا لا تتردَّد في فضح هذا المجرم ومعاقبته قانونيًّا وحماية طفلك وأطفال غيرك.
الفكرة من كتاب التربية الجنسية لأبنائنا
العلم نور والجهل ظلام، وتوابع الجهل ليست محمودة بالمرة، لذا حين يلح عليك طفلك بأسئلته الفضولية حول جسده وتمنعها عنه ظنًّا منك أنك تحميه في الحقيقة هنا الضرر أسوأ بكثير، ولم تكن حبال الجهل مُنجِّية أبدًا من قبل، إضافةً إلى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي زادت من فرص المدخلات المشوَّهة للأطفال، فأول شيء تحمي به ابنك هو التحصين المعرفي والتربوي وليس المنع في المطلق، حتى في التربية الإسلامية من المهم جدًّا تربية الأبناء منذ الصغر على مفاهيم جسدية وجنسية لحمايتهم وتعليمهم طرق التعامل مع أنفسهم ومع الجنس الآخر، لذا فالتربية الجنسية لأبنائنا في العصر الحديث أصبحت أكثر ضرورة لتعليمها للأطفال والأهالي، وهذا ما يطرحه لنا المؤلفان في كتابهما حول مراحل النمو الجنسي ومظاهره وكيف تحمي ابنك من التحرُّش والاغتصاب، إضافةً إلى طرح مفاهيم حول التربية الجنسية ومقصدها التربوي.
مؤلف كتاب التربية الجنسية لأبنائنا
ابتسام محمود أمين: اختصاصية نفسية بأقسام الصحة النفسية بالسودان واستشاري نفسي ومدرب دولي في تنمية مهارات الذات ورفع كفاءة الاختصاصيين ومعلمي التربية الخاصة، سودانية الجنسية، تخرَّجت في جامعة عين شمس كلية الآداب قسم علم نفس، ثم حصلت على ماجستير التعليم الصحي من كلية الطب جامعة الجزيرة، وحصلت أيضًا على دكتوراه في علم النفس الطبي.
عبد الرحمن عثمان: اختصاصي نفسي ومرشد متعاون، حاصل على ماجستير في التوجيه والإرشاد، وأيضًا في علم النفس بكلية الطب جامعة الجزيرة، وهو رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة أم درمان الإسلامية، ونشر مجموعة من الدراسات العلمية بالمجلات المحكمة داخل وخارج السودان، وله عدة مقالات منشورة في مجلات تربوية منها: “التنشئة الثقافية وعلاقتها بتكوين الشخصية”، و”تأثيرات العولمة على الأسرة السودانية والإسلامية”.