التحرش
من أكبر أسباب التحرُّش أن الطفل لا يعلم أن ما يتعرَّض له هو تحرُّش من الأساس، لذا عليك أن تتقي الأمر بتوعية طفلك، وابدئي بتعليمه الخصوصية، وأن هناك أماكن خاصة من جسده وجسد أي إنسان لا يسمح لأحد برؤيتها ولا لمسها إلا للوالدين، ويكون ذلك للضرورة فقط لمساعدته في الاغتسال، وتعليمه الفرق بين اللمسة المقبولة واللمسة المرفوضة من عمر سنتين إلى خمس سنوات، وأنه لا يسمح لأحد بتقبيله من فمه ولا عنقه وأن القبلة الجيدة من الخد فقط، ويتعلم ألا يجلس على حجر أحد، ولا بين رجليه من عمر السادسة، وعدم السماح له بالنوم في فراش أي أحد حتى إخوته، ومنعه من اللعب مع المراهقين، ومن دخول غرفة السائق، أو الخادمة، أو الحمامات العامة والمصاعد بمفرده، ويتعلم كذلك الدفاع عن نفسه، والألعاب القتالية، وينبغي محادثته يوميًّا وتوعيته، وإنصات الأم له باهتمام وتقريبه ليخبرها عن أحداث يومه، كذلك عليها ألا تعوده على المكافآت المادية باستمرار حتى لا تسهل استمالته من الغرباء، وتعلِّمه أن يرفض وأن يقول لا دون خشية من العقاب، وتمنحه الثقة والاطمئنان أن أبويه بجانبه وأنهم سينصفونه.
هناك بعض العلامات التي تنبِّئ إن كان قد تعرَّض الطفل للتحرُّش، مثل معرفته معلومات عن الجنس أكثر مما يجب، أو وجود إيحاءات جنسية في رسوماته، مع تغير مفاجئ في السلوك، والعزلة والانطوائية وفقدان الثقة بالنفس، والعدوانية، أو الانتكاس في سلوكياته لسلوكيات أصغر من عمره كمصِّ الإصبع، أو التبوُّل اللاإرادي، كذلك الخوف والاضطراب عند خلع ملابسه، والتألُّم أثناء قضاء حاجته.
والتصرُّف السليم إذا علم الأب أن ابنه تعرض للتحرش هو الهدوء التام مع الطفل، وعدم توبيخه أو تعنيفه، وتوجيهه وتعليمه برفق، وملاحظة سلوكياته باستمرار، ومعالجة الأعراض المصاحبة كالخوف واضطراب النوم، وقد يحتاج إلى استشارة طبيب في ذلك، مع إخباره أن ما تعرَّض له حادث عابر لا ذنب له فيه، مع توفير الحماية له، مع تعزيز ثقته بنفسه، واتخاذ الإجراءات ضد المتحرِّش ليلقى عقابه.
الفكرة من كتاب العيال كبرت.. التربية الجنسية للأبناء
تصوَّر أنهم يريدون من الآباء أن يتحدثوا مع أبنائهم عن الجنس، إننا في آخر الزمان، صحيح لقد مات الحياء في الناس، كثيرًا ما يكون هذا رد فعل الآباء عندما يحثُّهم المختصون على تثقيف أولادهم وتربيتهم جنسيًّا، وربما هم معذورون لاختلاف زمانهم عن زمن الانفتاح اليوم، ولظنهم أن التربية الجنسية تعني تعليم الأبناء ممارسته، وهذا غير صحيح بالطبع.
إن الثقافة الجنسية هي توعية الطفل حول مفاهيم كالرجولة والأنوثة، وطبيعة الرجل والأنثى وطريقة التعامل بينهما، وضبط تصوراته عن الزواج، وإعطاؤه معلومات علمية وطبية عن جسده وتركيب ووظيفة أعضائه التناسلية، والجانب الأكبر من تلك الثقافة يهدف إلى تكوين فهم وتوجه سليم لدى الطفل عن الجنس، والجانب المعرفي المتعلق بجسده يحميه من التحرش، ومن الانحرافات والمخاطر التي يسبِّبها الجهل، ويكون تأكيد الجانب الأخلاقي والنفسي وليس الجسدي.
مؤلف كتاب العيال كبرت.. التربية الجنسية للأبناء
الدكتورة سلوى أحمد زاهر: كاتبة، مهتمة بقضايا الأمومة ومجالات تربية الأطفال.
ومن مؤلفاتها: ” العيال كبرت.. التربية الجنسية للأبناء”.