التحرر من الهوس
التحرر من الهوس
مع كل هذه الآثار السلبية الناتجة عن الهوس بالمظهر، ما الذي يمكن فعله للتخلص من هذه الظاهرة أو الحد من آثارها المدمرة؟
قد يبدو التعافي صعبًا في البداية، ولكنه ليس مستحيلًا، ويمكن تحقيق السلام النفسي من خلال التعديل التدريجي للمنظور والسلوكيات، وإليك عدة نصائح لمساعدتك على التخلص من عبء النظر إلى المرآة طوال الوقت: لو تخيلنا موقفًا افتراضيًّا تخبرك فيه صديقتك عن عدم قبولها لشكلها نتيجة المقارنة المستمرة مع صور العارضات، ستجدين نفسك توضحين لها زيف هذه الصور وأهمية تقدير الذات، لذا في كل مرة تشعرين فيها بالخزي، تذكري ما تؤمنين به، إذ ربطت الدراسات بين تعديل السلوكيات والشعور بتناقضها مع المعتقدات الفردية، وإحدى أهم النصائح كذلك هي تجنب الحديث عن المظهر، إذ لا تعود هذه الأحاديث بأي منفعة، بل تزيد الوعي بالعيوب الجسدية، ومن المهم تجنب تشييء
الذات وذلك من خلال تغيير النظرة التي نتفاعل بها مع أجسادنا، فبدلًا من التفكير في ما نمتلكه من عيوب جسدية، يمكننا تذكر ما نحن قادرون على فعله بفضل هذا الجسد، وأهمية الحفاظ على صحته بغض النظر عما نبدو عليه، ستلفت هذه الطريقة نظرنا إلى ما نفعله، وما يفوتنا نتيجة الاستغراق التام في المظهر، كما يمكن للاحتفاظ بمدونة لتسجيل ما نستغرقه من وقت أو ننفقه من مال على مستحضرات التجميل، مساعدتنا على تحديد ما إن كنا نبالغ في الاهتمام بالمظهر، وأن نكون أكثر وعيًا تجاه ما نضيعه من وقت، ويجب كذلك تجنب الأحكام الذاتية القاسية.
ويمكن للآباء مساعدة أطفالهم على مقاومة تأثيرات الثقافة الحالية وعلى التصدي للهوس بالمظهر من خلال: تجنب النقد الذاتي للوزن أو المظهر أمام الأطفال، إذ وجدت الدراسات أن الأطفال الذين تربوا في بيئة تشعر فيها الأم بالخزي الجسدي، أثرت فيهم الثقافة بشكل أكبر من أقرانهم الذين لم يختبروا هذه الظاهرة، كذلك من المهم تجنب الحكم على الآخرين بناء على مظهرهم أمام الأطفال، إذ يزرع هذا السلوك لديهم فكرة الحكم القائم على المظهر الخارجي، ويجب كذلك تجنب المجاملات المبنية على المظهر الخارجي فقط، وبدلًا من ذلك مدح الصفات الشخصية الإيجابية مثل: الاجتهاد والصدق.
الفكرة من كتاب هوس الجمال: كيف يؤذي الهوس الثقافي بالمظهر الفتيات والنساء
في الآونة الأخيرة انتشرت اضطرابات الشهية بشكل مبالغ فيه، بل وتحولت إلى حمية غذائية يمكن لأي مراهقة تبنيها للوصول إلى الوزن المثالي، وتزايد عدد الخاضعات لعمليات التجميل، كما ارتفعت قيمة الاقتصاد القائم على مستحضرات التجميل بشكل مهول، وفاضت منصات التواصل الاجتماعي بالنصائح الضارة للوصول إلى الشكل المثالي.
فما الذي بدأ هذه السلوكيات المتطرفة؟ وهل تحول الجمال إلى سلعة؟ وكيف يمكن للثقافة المحيطة التأثير في منظورنا تجاه الجمال؟ وكيف تؤثر المعايير الشكلية في التقدير الذاتي؟ وما الحل لمواجهة هذه الظاهرة؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير.
مؤلف كتاب هوس الجمال: كيف يؤذي الهوس الثقافي بالمظهر الفتيات والنساء
رينيه إنجيلن: أستاذة متميزة في علم النفس في جامعة نورث وسترن، حاصلة على شهادة الدكتوراه في علم النفس العلاجي، كما ظهرت أعمالها في العديد من المجلات الأكاديمية وفي المؤتمرات، وتتم استضافتها بانتظام للمقابلات من قبل صحيفة نيويورك تايمز.
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.