التحدي والتمكين
التحدي والتمكين
يواجه تطبيق الإدارة بدون إدارة عدة عقبات منها: فقدان نقابات العمال قوتها، إذ لم تعد الحكومات راغبة في إدارة الشركات بل لم تعد قادرة على إدارة نفسها، وأصبح ما تحصل عليه الإدارة اليوم من أجور ومكافآت يتجاوز حدود المعقول، ولم تعد المجتمعات تملك سلطة محاسبتها، وأصبح المديرون على درجة كبيرة من القوة ولا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية.
ومن ضمن العقبات التي تواجه تطبيق الإدارة بدون إدارة خوف رجال السياسة من ضياع آلاف الوظائف، وهذا قد يؤثر في صورتهم السياسية وأصواتهم الانتخابية، ولذلك فإن التخلص من الإدارة يتطلب الإجابة عن عدة أسئلة تتعلق بالوضع الاجتماعي الذي سينشأ نتيجة التخلص من تلك الوظائف الإدارية، وهذه الاسئلة تحتاج إلى إجابات حاسمة وحلول مبتكرة، وعلى سبيل المثال فقد أدت عملية الهندرة (إعادة هندسة الأعمال) وإعادة الهيكلة إلى التخلص من الكثير من الوظائف.
وهناك كثير من المنظمات التي شهدت تحولات كبيرة ولكنها لم تشهد تغييرًا في أساليب الإدارة، ولم تتحسن قدرتها على التعلم، وتعدُّ الهندرة نموذجًا فعالًا ولكنه محدود ولا يستطيع أن يقدم حلًّا عمليًّا للمنظمات الكبرى، كما لا يستطيع أن يحدث التحول المطلوب بمفرده، فهي عملية فنية في المقام الأول، وأحيانًا لا تؤدي إلى ترسيخ الثقافة الملائمة لعملية التغيير.
وهناك أنموذج إداري آخر يسمى التمكين، وهذا أيضًا لم يقدم الكثير للمنظمات كبيرة الحجم، وهو يعني تقسيم المنظمات الكبرى إلى أنشطة صغيرة وتمكين العاملين فيها من تحمل مسئولياتهم دون تدخل من الإدارة، لكن التمكين يتناقض مع القيادة، كما أن ديموقراطيته لا تصلح للمنظمات الكبرى، فهو فكرة جيدة ولكن غير عملية.
الفكرة من كتاب الإدارة بدون إدارة
ينقسم هيكل أي شركة إلى ثلاثة أقسام رئيسة وهي: الإدارة والإنتاج والتسويق، فإذا نظرنا إلى قطاع الإنتاج فسنجد أنه كلما زادت قدرات الشركة الإنتاجية زادت مصادر قوتها، فأي شيء يصرف في هذا القطاع هو استثمار، وقطاع التسويق يأتي بما يصرف عليه وزيادة، في حين أن قطاع الإدارة قد يصرف مبالغ طائلة ووقتًا وجهدًا وعددَ موظفين كبيرًا بلا عائد!
يناقش ريتشارد كوخ وإيان جودون، فكرة تقليل حجم الإنفاق على قطاع الإدارة وتطويره بحيث الاستفادة منه بأدنى تكلفة، وأهم القوى الكبرى التي تهدد الإدارة.
مؤلف كتاب الإدارة بدون إدارة
ريتشارد كوخ: كاتب بريطاني، ومستشار إداري سابق ورجل أعمال.
ألف كتب عدة عن كيفية تطبيق مبدأ باريتو (قاعدة 20 / 80) في جميع مناحي الحياة.
إيان جودون: رائد أعمال ومستثمر دولي، ولديه مهارة في الارتقاء بالمنظمات إلى حد كبير.