التحدي القابل للتحقيق
التحدي القابل للتحقيق
لتجنب شعور بعض الطلاب بالملل لتكرار الدروس التي أتقنوها، أو شعور آخرين بالإحباط لدى العجز عن متابعة الدروس، يُستحسن استخدام استراتيجية التحدي القابل للتحقيق بإضافة مسائل تحتاج من الطالب إلى بذل مجهود عقلي لأداء مهمة صعبة، لكن ليست بالصعوبة التي تجعله يُحبط ويستسلم. فالنجاح في ما كان تحديًا له هو ما يُشعره بالتفوق لا إنجاز مهمة سهلة، وكل تجربة ناجحة تؤدي إلى زيادة مستوى الدوبامين الذي يصاحبه الشعور بالمتعة واختفاء التوتر. يتطلب التحدي القابل للتحقيق معرفة مستوى الطلاب ونقاط القوة والضعف، وتقديم الدعم والتغذية الراجعة، فينصب تركيزهم على اكتساب المهارات المطلوبة للانتقال إلى المستوى التالي. ويجب الاحتفال بما تحقق وتسجيله في دفاتر الطلبة ليعطي دافعية الاستمرار ويصبح ذكرى طيبة تواجه أي فشل مستقبلي
تُعد ألعاب الفيديو من أبرز أشكال التحدي القابل للتحقيق، لأنها تتكون من تحديات متدرجة الصعوبة وتعتمد على قدرة اللاعبين وارتفاع مهاراتهم في اللعب فتعطي دافعية ذاتية لإنجازها. تتضمن بعض الألعاب مهارات قد لا تكون في المقرر الدراسي كالعمل الجماعي وتحليل البيانات واتخاذ القرارات،
وتزيد بعض الألعاب التركيز والمثابرة. وما دمنا لا نستطيع سحب هذه الآلات الحديثة من أيدي الطلاب فالأَولى استغلالها في تطوير الدروس وربط رغبات الطلاب بالتحصيل الأكاديمي.
يمكن تقسيم الطلاب من خلال ملاحظات المعلم إلى فئتين: قارئي الخريطة والمستكشفين، فقارئو الخريطة يفضلون العمل مستقلين والسير بتمهل على خطوات محددة بدقة، وتدوين ملاحظات تفصيلية ومعالجة البيانات بطريقة “من الجزء إلى الكل” والأساليب المنطقية والمتسلسلة والعمل الفردي، وهم يستغرقون وقتًا أطول في العادة. أما المستكشفون فيتجاوزون التعليمات التفصيلية إلى الاستنتاج مباشرة من خلال التجربة والخطأ والاستكشاف، وينتقلون من الكل إلى الجزء وعندهم مرونة في التخيل والتخطيط واستيعاب المفاهيم وتصحيح الأخطاء بمراجعة خطوات الحل والعمل في جماعة، لكن قد يعانون من التشتت وصعوبة التركيز على أمر واحد.
الفكرة من كتاب تعلُّم حب الرياضيات استراتيجيات تدريس لتغيير اتجاهات الطلاب وتحقيق النتائج
لا تستغني الحياة عن التفكير الرياضي، لأنه يعلمنا التصنيف والاستدلال والتحليل وتنظيم المعلومات وترتيب الأولويات وإدراك الأنماط والعلاقات، وكلها من وظائف التفكير العُليا التي تقودنا إلى الحلول الإبداعية للمشكلات، ولكنّ معظم طلبة المدارس ينفرون من الرياضيات ويشتكون من صعوبتها، ومعدلات الرسوب في الرياضيات أكثر من أي مادة أخرى، كما أظهرت دراسة أمريكية أن ٧٤٪ من الطلاب يرون مادة الرياضيات مُملَّة، وكثيرًا ما يتركون مسارات تعليمية معينة هروبًا من شبح الرياضيات، لذلك تقدم المؤلفة لمعلمي الرياضيات مجموعة من الاستراتيجيات العملية، للاستفادة منها في قلب الموقف السلبي تجاه الرياضيات وجعلها من أمتع المواد وأكثرها إثارة! وكلها مبنية على أبحاث علم الأعصاب الحديث خصوصًا تلك المتعلقة بوظائف قشرة الدماغ الأمامية.
مؤلف كتاب تعلُّم حب الرياضيات استراتيجيات تدريس لتغيير اتجاهات الطلاب وتحقيق النتائج
جودي ويليس : طبيبة وعالمة أعصاب ومرجع في أبحاث الدماغ في ما يتعلق بالتعلم والدماغ وارتباطات هذا البحث بأفضل ممارسات التدريس. تخرجت في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، ومارست علم الأعصاب لخمسة عشر عامًا، ثم حصلت على ماجستير التربية من الجامعة نفسها، وتفرَّغت للتدريس في المدارس الابتدائية والمتوسطة قبل أن تكرس وقتها لتقديم العروض التقديمية وإجراء ورش للمعلمين وأولياء الأمور على الصعيدين المحلي والدولي.
من مؤلفاتها:
– تعليم الدماغ القراءة.
– Research Based Strategies to Ignite Student Learning
المترجمة: سهام جمال: ترجمت عدة كتب لمكتبة العبيكان منها: “تعليم الدماغ القراءة”، و”دليل التجميع العنقودي: كيف تتحدى الطلاب الموهوبين وحسن التحصيل الشامل”.