التحديات الكبرى للمستقبليات العالمية
التحديات الكبرى للمستقبليات العالمية
تتطرَّق الكاتبة إلى أبرز التحديات والأزمات التي تنتظرها البشرية في المستقبل، هذه التحديات تتسم بالتشابك والتعقيد بين المجالات المختلفة؛ الثقافية والاجتماعية والبيئية والجيوسياسية، وهو ما أطلق عليه البعض الثالوث المقدس زائد واحد: نفاد النفط بعد وفرته، وظهور تحديات بيئية، وانهيارات مالية واقتصادية عالمية، بالإضافة إلى تراجع قدرات الحكومات على التدخُّل لحل تلك الأزمات.
وتقسِّم “جيدلي” التحديات العالمية المستقبلية إلى اثنتي عشرة مجموعة من القضايا موزَّعة على ثلاثة مجالات واسعة: بيئية، وجيوسياسية، واجتماعية ثقافية، وتطرح تصوُّرين لهذه التحديات، الأول هو الاتجاهات الراهنة التي إن استمرت فسوف تتسبَّب في مشكلات كبرى للبشرية في المستقبل، والثاني هو تصوُّر معاكس للأوضاع الراهنة، أي سياسات ينبغي تبنِّيها في الحاضر والمستقبل القريب لتلافي وقوع مشكلات كبرى على المدى البعيد.
أما عن قضايا التعليم، فتذكر جنيفر أنه وقبل سبعين عامًا ظهر مبدأ “لكل شخص الحق في التعلم”، إلا أن التعليم لا يزال يواجه تحديات كبرى مثل الإصرار على توريد نظام تعليمي واحد (الأوروبي والأمريكي بالأساس) وتعميمه على سائر دول العالم، فزيادة عدد المدارس لا تعكس بالضرورة صورة حقيقية لانتشار التعليم.
أما عن أزمة المناخ فهي من أكثر التحديات العالمية إثارةً للقلق، لا سيما مع عدم وجود اتفاق شامل حول مسؤولية البشر تجاه التغير المناخي، وغياب التوافق عما ينبغي فعله الآن لتفادي وقوع كوارث مناخية في المستقبل، الشيء الوحيد المتفق عليه هو أن تغيُّر مناخ الكوكب يفاقم المخاطر التي يتعرَّض لها قسم كبير من سكان العالم.
الفكرة من كتاب المستقبل: مقدِّمة وجيزة
تتعالى الأصوات بين الحين والآخر محذِّرة من الأخطار التي يحملها المستقبل كأزمات المناخ وتناقص مصادر الطاقة، إلا أن ثمة رأيًا آخر يرى أن المستقبل المظلم ليس حتميًّا، وأن الإنسان لديه قدرة على التدخُّل بطريقة إيجابية في الحاضر، مما يجعله يتلافى كوارث المستقبل!
يهدف هذا الكتاب إلى إبراز الأبعاد المختلفة لحقل الدراسات المستقبلية، الذي يعدُّ حقلًا أكاديميًّا عابرًا للتخصُّصات، فوعي الإنسان بأهمية استشراف ما سيحدث في المستقبل أدَّى إلى ظهور مقاربات متعدِّدة ومتنوِّعة يسهم فيها آلاف الأساتذة والباحثين والممارسين والطلاب من ثقافات شتى.
مؤلفة كتاب المستقبل: مقدِّمة وجيزة
جنيفر جيدلي: باحثة أسترالية في الدراسات المستقبلية وعلم النفس، وهي أستاذ مساعد في معهد المستقبليات المستدامة في سيدني، ورئيسة الاتحاد العالمي لدراسات المستقبليات.
صدر لها كتب عدة منها: “التعليم ما بعد الرسمي: فلسفة من أجل مستقبليات معقَّدة” و”سر نمو الأطفال المتفوقين”.