التحالف الأمريكي السعودي
التحالف الأمريكي السعودي
السعودية هي المزود الرئيس والحليف الأهم بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية،وعندما بدأت شركات النفط إنتاجها الأول في السعودية عام 1939، لم يكن تأثير التدخل السياسي لواشنطن ملحوظًا، ولم تكن هناك علاقات دبلوماسية بين أمريكا وعائلة ابن سعود، ولكن بمجرد انتشار معلومات عن امتلاك السعودية قدرات نفطية كبيرة، بدأت الإدارة الأمريكية تهتم باستهداف أغلب الاستثمارات النفطية في المملكة.
ومنذ عام 1955 بدأ النفط الذي تحصل عليه أمريكا من السعودية يزداد، ومعه ارتفعت أهمية السعودية في حساب صناع السياسة الأمريكية، وكان الموضوع الرئيس في أثناء سنوات الحرب الباردة، هو الوصول إلى استراتيجية تؤمن الحقول النفطية الخليجية لحساب أمريكا، ونتيجة لهذه الجهود صدرت ثلاثة مراسيم رئاسية سامية، هي مبادئ تْرُومَان وأَيْزِنْهَاوِر ونِكْسُون، إذ كان مبدأ تْرُومَان | Truman معنيًّا بالتحركات السوفيتية في منطقة شرق المتوسط وشمال الخليج المجاورة للحقول السعودية، ولضمان عدم السيطرة السوفيتية على الطرق المؤدية إلى مصادر النفط، خوفًا من قيام حكومات محلية مؤيدة للاتحاد السوفيتي،
إذ صور ترومان الدعم العسكري لتلك الدول بأنه تأمين أمريكي ضد الاستعباد والسيطرة السوفيتية، ورغبة في تحرير تلك الشعوب، أما مبدأ أَيْزِنْهَاوِر | Eisenhower فكان متعلقًا أيضًا بالتدخل السوفيتي في الشرق الأوسط، فردّت واشنطن على هذا التقرب بدعم واسع للأنظمة الصديقة في المنطقة، وكانت السعودية أهم المستفيدين من هذا المبدأ، وفي نهاية الستينيات بدأ الجمهور الأمريكي يبدي اعتراضه على هذه المبادئ، التي تتسبب في سفك الدم الأمريكي، لحساب الأنظمة الصديقة للإدارة الأمريكية.
فجاء مبدأ نِكْسُون | Nixon لضمان مصلحة أمريكا وكان أمامه خياران: إما التدخل الأمريكي المباشر، وإما توكيل تلك المهمة لقوة محلية، وبرغم تفضيله للخيار الأول فإن التورط في فيتنام كان سببًا للتراجع عن مزيد من التدخلات، فترك المسؤولية لدول صديقة محلية تحمي المصالح الأمريكية، مثل التعويل على شاه إيران أو النظام السعودي، ومع ذلك لم يمنع هذا التحالفُ السعوديةَ من المشاركة في حظر النفط عن الولايات المتحدة الأمريكية، ردًّا على دعمها لـ”إسرائيل” في حربها ضد العرب 1973، ومع سقوط شاه إيران، فشل مبدأ نِكْسُون، ولم يعد الاعتماد على وكلاء محليين احتمالًا مطروحًا، ومن وجهة النظر الأمريكية كانت القوات البرية هي الوسيلة المناسبة لحماية السعودية ونفطها، وكان هذا الانتشار للجنود الأمريكيين في المملكة من أسباب الغضب والعداء العربي لأمريكا.
الفكرة من كتاب دم ونفط.. أميركا واستراتيجيات الطاقة: إلى أين؟
عند النظر إلى كثير من الصراعات والحروب في آسيا وإفريقيا، نجد أن الصراع العالمي في الحاضر والمستقبل هو صراع على الموارد النادرة، وليس كما قال صامويل هنتنجتون | Samuel P. Huntington إنه صراع هويات وحضارات، ومن تلك الموارد: الألماس والأخشاب، ولكن في كثير من الصراعات نرى النفط حاضرًا بقوة، وهو الأقدر من بين الموارد والثروات الطبيعية كلها على إثارة النزاعات والأزمات، وفي هذا الكتاب يحاول مايكل كلير توضيح أسباب اكتساب النفط هذا الحضور الكبير في الأزمات العالمية، وبجانب هذا درس السياسات الأمريكية الخارجية، واستنتج أن النفط -على عكس باقي الموارد- يعامل في الخطاب السياسي الأمريكي الرسمي بصفته مسألة أمن قومي، أي إنه يقع ضمن اختصاص وزارة الدفاع والهيئات المنوطة بحماية المصالح الأمريكية الحيوية.
يتتبع الكاتب تأثير النفط في السياسات الخارجية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية إلى اليوم، ويتناول الأزمة التي تواجه الولايات المتحدة، من عدم كفاية آبارها، وتزايد استهلاكها، وطلبها على النفط الخارجي، وما تسببه الوسائل التي تلجأ إليها في تأمين هذا النفط، من رفعٍ لمستوى العداء والكراهية تجاه سياستها في الدول المنتجة للنفط.
مؤلف كتاب دم ونفط.. أميركا واستراتيجيات الطاقة: إلى أين؟
مايكل كلير: كاتب أمريكي، يشغل منصب أستاذ الكلية الخامسة لبرنامج دراسات السلام والأمن العالمي في جامعة هامبشير في أمهرست، ويعمل مراسلًا حربيًّا لمجلة (The Nation) ويشارك أيضا في تحرير صحيفة (Current History).
مؤلفاته المنشورة:
السباق للفوز: بما تبقى من خيرات الطبيعة.
All Hell Breaking Loose: The Pentagon’s Perspective on Climate Change
Resource Wars: The New Landscape of Global Conflict
معلومات عن المترجم:
أحمد رمو: مترجم عمل في التدريس، وله عديد من الترجمات منها:
الرقص مع العمالقة: الصين والهند والاقتصاد العالمي.
أسس التعامل والأخلاق للقرن الواحد والعشرين.