التجرِبة والخطأ والثورةُ الصناعية
التجرِبة والخطأ والثورةُ الصناعية
يعتقدُ الكثيرُ من الناس أن التطوراتِ النظريةَ، هي التي أدت إلى التقدم التكنولوجي. نحن نميل إلى الاعتقادِ بأنّ الثورةَ الصناعيةَ كانت بسببِ التقدم العلمي. ولكن هذا ليس صحيحًا.
عندما حدثت الثورةُ الصناعية، لم يكن يقودُها أكاديميون، بل كان يقودُها أفرادٌ من دون تعليم رسمي. على سبيل المثال، تم اختراعُ الغواصةِ من قِبَلِ قـَسٍّ، وليس من قِبلِ جامعةٍ أو مؤسسة بحرية. والاختراعاتُ الهامة الأخرى، جاءت أيضًا نتيجة لأشخاص عَمِلوا بشكل مستقل. لقد نتجت هذه الاختراعاتُ عن أفرادٍ كانوا يُجرّبُون التقنيّاتِ والأفكار الجديدة، لإنشاء أدواتٍ مُفيدة لعَمَلِهِم. هذه الديناميكيةُ للتجرِبَةِ والخطأ، هي التي ضَمِنَتْ حدوث الثورة الصناعية.
لا يدرك مجتمعُنا اليوم، أهميةَ الأنظمةِ مُضاداتِ الهَشَاشَة. والروايةُ الرسميةُ للثورةِ الصناعية، دليلٌ على ذلك. نحن لا نُريدُ أن نتخيّلَ أنّ تقدُّمَنَا قد تحقّقَ من خلالِ التجرِبِةِ والخطأ. يريدُ مُجتمعُنَا أن يقتنِعَ بأنّ الخبراءَ يعرِفُونَ ما يقومون بهِ بالضبط، وليس مُجردَ أنهم يحاولون معرفة ما الذي ينجح.
الفكرة من كتاب مُضَادُّ الهشاشة
يتناول كتاب “مضادُّ الهشاشة” الأشياءَ والأفكارَ التي تستفيدُ من الفوضى وتحتاجُها للبقاء.
ففي عالم الأشياءِ مُضاداتُ الهشاشة يُصبحُ عدمُ التأكُّدِ ضروريًا، لأنه فقط ما هو مقاومٌ للهشاشة، يمكن أن ينمو ويتطور.
مؤلف كتاب مُضَادُّ الهشاشة
نسيم نيكولاس طالب هو أكاديمي ومؤلف للعديد من الأعمال الأكثر مبيعًا مثل البجعة السوداء ومخدعون بالعشوائية.كرس حياته لدراسة سبب وآثار الاحتمالات وعدم اليقين. وهو حاليًّا أستاذ في هندسة المخاطر بمعهد الفنون التطبيقية بجامعة نيويورك.