التجاوب مع الآخرين بكل احترام والتحدث أمام الآخرين
التجاوب مع الآخرين بكل احترام والتحدث أمام الآخرين
إن القيادة التي لا تعتمد على عامل السلطة فقط، ويسودها الاحترام المتبادل بين القائد وأعضاء فريق العمل، يكون لها أثر بالغ الأهمية في زيادة كفاءة العمل، وانخفاض السلوكيات غير المرغوبة، وزيادة الثقة والتعاون بين أعضاء الفريق، وخلق نموذج يقتدى به داخل بيئة العمل، لذلك يمثل التجاوب مع الآخرين بكل احترام الأساسَ السادس من أسس مهارة القيادة.
ويتضمن احترام القائد للعاملين معه المدافعةَ عن حقوقهم، وإعطاءهم حرية التعبير عن الرأي، وتجنب تضليلهم أو استغلالهم، وعدم التحامل على أشخاص بعينهم، واتخاذ إجراء تجاه أحد الأشخاص دون وجود ما يسوغه.
ولكي يقلل القائد من فرص تحامله على الآخرين، ينبغي أن يصبح أكثر انفتاحًا على الآخر، ولا يجعل قوالب ذهنية محددة تسيطر على نمط تفكيره.
ولأن أداء القائد لعمله يعتمد بشكل رئيس على مهارات التواصل التي يمتلكها، وبالأخص قدرته على التحدث أمام الآخرين، كان الأساس الأخير من أسس ممارسة القيادة هو التحدث بدقة ووضوح أمام الآخرين.
إن التحدث أمام الآخرين هو ما يكشف عما لدى الشخص من مهارات قيادية، وسلطة شخصية ضمن دائرة نفوذه داخل بيئة العمل، وتتضمن مهارة التحدث أمام الآخرين ثلاثة عناصر، العنصر اللفظي وهو ما يعبر عنه بالكلمات، والعنصر الصوتي وهو ما يعبر عنه بنبرة الصوت، والعنصر المرئي وهو ما يعبر عنه بلغة الجسد.
وتشير الدراسات إلى أن 7% فقط من الرسالة تُنقَل من خلال الكلمات، و38% تُنقَل من خلال العنصر الصوتي، و55% تُنقَل من خلال لغة الجسد، لذلك من المهم حدوث التواؤم بين عناصر الرسالة كي يستطيع المستمع فهم الرسالة بشكل صحيح.
ويساعد القائدَ على إتقان مهارة التحدث بوضوح مع الآخرين الاختيارُ المناسب للكلمات، ونطق الكلمات بشكلٍ صحيح، وترتيب الأفكار والجمل في أثناء الحديث، واستعمال لغة بسيطة يسهل على جميع الأشخاص فهمها، والتحدث بلغة قوية مفعمة بالحياة، وتكرار الرسائل الهامة على أسماع المتلقي دون إشعاره بالملل، وتجنب الحشو والإطناب المفرط في أثناء الحديث، والتنويع في نبرة الصوت، وسرعة لفظ الكلمات، والانتباه لتعابير الوجه، والإيماءات وحركة اليدين، والتمتع بروح الفكاهة.
الفكرة من كتاب القيادة للجميع: كيف تطبق المهارات السبع الأساسية لتصبح قائدًا ومحفزًا ومؤثرًا
تُهيئ لنا تفاعلاتنا اليومية مع الآخرين -سواء كانت في البيت أم العمل أم الشارع- فرصًا جيدة لممارسة مهارة القيادة، لكن قليلًا من الأشخاص من يستفيد من هذه التفاعلات اليومية لتقوية مهارة القيادة لديه.
ولحسن الحظ فإن القيادة مهارة يستطيع أي شخص أن يتقنها، وذلك إذا استطاع تعلم أهم أسس ممارستها، وطبَّق هذه الأسس في أثناء تفاعله مع الآخرين.
يحتوي هذا الكتاب على الأسس الرئيسة التي تبنى عليها ممارسة مهارة القيادة، والتي تؤهل أي شخص ليصبح قائدًا في محيط البيئة التي يعيش فيها، أو العمل الذي يعمل به إذا تمكن من تطبيق هذه الأسس في أثناء تفاعله مع الآخرين.
مؤلف كتاب القيادة للجميع: كيف تطبق المهارات السبع الأساسية لتصبح قائدًا ومحفزًا ومؤثرًا
بيتر ج. دين: رئيس قسم ألفريد جرانوم للعلوم الإدارية بالكلية الأمريكية، قدّم عديدًا من البحوث، وحصل على عديد من الجوائز في الإدارة والقيادة، وعمل استشاريًّا لصالح عدد من الشركات، من أبرزها شركة روكويل، وشركة جونسون آند جونسون، وشركة موتورولا، وشركة سبرينت.
معلومات عن المترجم:
وليد شحادة: من أبرز الكتب الأخرى التي ترجمها:
كتاب “ثروة الأمم” لمؤلفه آدم سميث.
كتاب “إدارة المشاريع” تأليف كلية هارفارد لإدارة الأعمال.