التبرُّج يجر وراءه الكثير
التبرُّج يجر وراءه الكثير
قد يعتقد البعض أن الحرية والمتعة إنما تكون في التحرر من بعض التكاليف الشرعية، وأن الحياة من دونها صفو لا يكدره التزام بها، وهذا غبن عظيم، ومن يظن ذلك فهو يعيش في ظلمات من الجهل ويخدع نفسه خداعًا بينًا واضحًا، وإن كان لديه بقايا فطرة فسوف تستغيث نفسه التي بين جنبيه حتى يثوب ويرجع.
إن بداية التخلي عن الحجاب أو التخفف منه أو التبرج أو إظهار شيء من الزينة هو بداية الوقوع والتردي في المهاوي التي لا قرار لها، في الدنيا والآخرة، فكم من كاسية في الدنيا عارية في الآخرة، لِم؟ لِبَخَّتين من العطر تساهلت فيهما، فمرَّت على قوم أو مر بها رجل ففُتِن بها، لهذه الدرجة! نعم لهذه الدرجة، النفس ضعيفة ومشكلتنا أننا نعلم ذلك جيدًا وما زلنا نصر على إيرادها المهالك!
لِم تصر الأنثى على أن تستهلك طاقتها في التبرُّج والسفور عوضًا عن التستُّر والتحجُّب! ولو علمت أن ما تفعله من تخلٍّ عن الحجاب الشرعي الصحيح وإبداء للزينة المنهي عنها؛ لو علمت أن ذلك مما يستنزل عذاب الله وعقابه بالأمَّة لما أقدمت عليه، فالله سبحانه جعل العقوبات الدنيوية على الذنوب نوعين: شرعية كالحدود التي فرضها على السارق والزاني المحصن مثلًا، وقَدَرية كالبلايا والمصائب التي تحلُّ بالعباد والبلاد، وعظم التبرُّج في أنه ذنب واضح ظاهر يسعى عيانًا بيانًا في المجتمع.
وإن وضعنا فتنة الرجال وضياع المجتمعات جانبًا، فإن عاقبة التبرُّج على المرأة نفسها الهلاك في النار في عذاب لا وصف له، وذلك من قوله (صلى الله عليه وسلم): “صنفان من أهل النار لم أرَهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا” كيف يكون عذابهن أولئك اللاتي لم يرهن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في صعوده إلى السماء السابعة، في حدث لم يتكرَّر على وجه الأرض!
بم تبيع المتبرجة حجابها وماذا تشتري! ولِم تجعل نفسها سببًا لهلاك الأمم ونزول العذاب!
الفكرة من كتاب ونطق الحجاب
إن الحجاب من العبادات العظيمة والرفيعة والمعتادة أيضًا، لذا تحتاج الملتزمة به بين الحين والآخر إلى تجديد العهد وتقدير النعمة العظيمة التي هي عليها وتصحيح البوصلة إن حصل فيها انحراف، وتحتاج الغافلة إلى معرفة مكانة ذلك الفرض في الشريعة والحكمة والغاية والمقصد من ورائه والأثر المترتِّب على تركه، وفي الكتاب جمع بين هذا وذاك بلغة وَعظيَة تدور بين الترهيب والترغيب.
مؤلف كتاب ونطق الحجاب
خالد أبو شادي، من مواليد محافظة الغربية بمصر، هو صيدلي وداعية إسلامي، له العديد من الكتب والمحاضرات التوعوية التي يركز فيها على إصلاح القلوب.
ومن أبرز مؤلفاته:
بأي قلب نلقاه.
صفقات رابحة.
جرعات الدواء.
معًا نصنع الفجر القادم.