التاريخ المفقود
التاريخ المفقود
الكتاب الأزرق: ألف هذا الكتاب المستعمرون البريطانيون ليكشفوا عما فعله الاستعمار الألماني بأفريقيا، وتم نشره في عام 1918م بهدف سياسي، بعد هزيمة الألمان في الحرب العالمية الأولى، ليحلوا لأنفسهم سبب الاستحواذ على المستعمرات الألمانية، وبعد تحقيق الهدف من الكتاب، اكتشفوا أن هذا الكتاب خطر لأنه لا يدين إلى الاستعمار الألماني وحده، بل يدين لكل المستعمرين البيض، فأمروا بإعدامه.
كان يشير في هذا الكتاب إلى أن الإدارة الألمانية قامت بالإبادة لكل شعب الهيريرو، وهم قبيلة كانت توجد في ناميبيا، وعلى الرغم من حرص المستعمرين على تدمير هذا الكتاب، فإن بعض النسخ قد نجت، واستطاعت المجلة الأفريقية “نيو أفريكان” أن تحصل على إحدى النسخ النادرة من الكتاب.
وقد ردَّ الألمان على هذا الكتاب في عام 1918، ونفوا ما فيه من أدلة، وقال إن هذه الأحداث من نسج الخيال، والحقيقة الأكيدة أن شعب الإقليم شهد ظلمًا فادحًا على يد البيض، سواء كانوا ألمانًا أو بريطانيين.
وفي عام 1884 و1885 تم تقسيم الحدود السياسية للقارة الأفريقية في مؤتمر برلين تحت إشراف بسمارك الألماني، دون اعتبار للسكان ودون الاعتراف بأي حاكم فيها، ورسموا الحدود على الورق، مما أدى إلى تمزيق القبائل.
وبدلًا من أن تكون هناك حروب بين الغرب على تقسيم مناطق النفوذ الاستعماري اتفق الجميع ضد سكان أقاليم أفريقيا الذين لم يعرفوا شيئًا عن مؤتمر برلين ولم يعترفوا به.
الفكرة من كتاب العبودية في أفريقيا والتاريخ المفقود
في فترة الاستعمار وما مرت به أفريقيا من العبودية طوال أربعة قرون من الزمن، عمل الاستعمار على نزاع حقوق الأفارقة، وقام بدفن آدميتهم واستعبدهم في الحقول والمزارع والمناجم والوظائف الدنيا دون مقابل، فسرق من الأفريقي لغته، وعقيدته، وأمه، وأباه، وأطفاله، وهويته.
ورغم ما حدث للأفارقة، وما زال يحدث الآن، من تأثير هذا الاستعمار حتى هذه اللحظة، فيجب علينا كشعوب عدم نسيان هذا التاريخ من الاضطهاد والتعذيب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، اللتين تريدان الاستمرار في نهب أفريقيا وجعلها منهكة في صراعات لا تنتهي.
مؤلف كتاب العبودية في أفريقيا والتاريخ المفقود
عايدة العزب موسى: كاتبة متخصصة في الشأن الأفريقي، تكتب في العديد من المجلات والجرائد في ذات الشأن، ولها مساهمات في المؤتمرات والندوات، وهي مصرية، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها: “قرن الرعب الأفريقي”، و”جذور العنف في الغرب الأفريقي”، و”شخصيات أفريقية في السياسة والفن”، و”130 عامًا على الثورة العرابية”.