التأثير الاستراتيجي والتحديات التي تواجهه
التأثير الاستراتيجي والتحديات التي تواجهه
يتمثَّل التأثير الاستراتيجي في قدرة القائد على وضع خطة مناسبة، وخلق التأثير الاستراتيجي بدفع الآخرين للالتزام بها، إلى جانب حشد كل العاملين خلفها من أجل تطبيقها، وبالتالي فإن قيادة جميع العاملين في المؤسسة من خلال التأثير الاستراتيجي هو من المهام الأساسية للقائد، ولذلك فإن التأثير الاستراتيجي يحظى بأهمية جوهرية بالنسبة لاستدامة الميزة التنافسية في المؤسسات.
وبناءً على ذلك، فإنه لكي يستطيع القائد تحقيق النجاح، فلا بد أن يشارك جميع العاملين في المؤسسة بمجهودهم، وبالتالي يجب التصدي للتحديات الأربعة التالية: أولها “التأثير في الرؤساء”، فالتأثير باتجاه أعلى ضروري، لكنه يحتاج إلى فن دقيق وحساس، ويتطلب مهارة وفطنة، لأنه يحاول تغيير الوجوه التي حدَّدها كبار المدراء، كما أن المهمة تكون أكثر سهولة، إذا كان المدراء يتبنَّون موقفًا منفتحًا، ويتقبَّلون التأثُّر بأفكار الآخرين، ولكي يكون التأثير فعالًا في اتجاه أعلى، فلا بد من ترسيخ المصداقية، والحفاظ عليها لأنها مكون حاسم من مكونات التأثير الاستراتيجي.
والتحدي الثاني هو “التأثير في الزملاء”، إذ يعد التأثير عملية دقيقة وشديدة الحساسية، لوجود المنافسة التي تقوم بجلب الانتباه، والسلطة، والمديح والإطراء، والترقية، وبالتالي فإن محاولات التأثير -الأفقية- في الزملاء يمكن أن تقابل بالشك والريبة، وبالتالي لا بد من بناء الثقة بين الزملاء كجزء من توليد العلاقات وتوطيدها لأن وجود الثقة فيما بينهم سوف يكون لها أهمية كبيرة في نجاح التأثير الاستراتيجي.
وثالثها “التأثير في المرؤوسين”، فقد يظهر للوهلة الأولى أن التأثير في اتجاه أسفل أسهل أنواع التأثير، لأنه لا يحتاج سوى إبلاغهم بما تريد، إلا أن هذا لا يعد تأثيرًا استراتيجيًّا على الإطلاق، إذ يجب أن يكون التأثير متبادلًا، وبالتالي يجب أن تكون منفتحًا ومتقبلًا لأفكارهم ولتأثيرهم فيك.
والتحدي الرابع هو “التأثير في البيئة المحيطة”، إذ يجب أن يؤثر القائد الاستراتيجي في (الزبائن، والعملاء، والموردين، والشركاء، والهيئات الحكومية، والمنافسين)، لأن علاقة مؤسسته بالعالم الخارجي هي علاقة منفعلة تتأثر، وتستجيب بسرعة لما يحدث في البيئة، ولك أن تفكر قليلًا في مدى تأثير الأنظمة والقواعد الحكومية المفروضة على إحدى الصناعات أو المنتجات، حتى تدرك أنك إذا لم تحاول التأثير فيها، فسوف تعاني الأمرين.
الفكرة من كتاب كيف تصبح قائدًا استراتيجيًّا؟ دورك في نجاح مؤسستك الدائم
إن إنجاز الأعمال في المؤسسات أصبح أكثر صعوبة في هذه الأيام، وأصبحت الحاجة ماسة إلى تفاعل عدد متزايد من الأشخاص داخل وخارج المؤسسة لتحقيق النجاح، وبالتالي فإن أفضل طريقة لازدهار المؤسسات في خضم هذا الواقع الجديد، هي أن تتحول إلى مولِّدات للتعلم المتواصل، ما يعني أن تصبح الاستراتيجية المؤسسية (من رؤى واتجاهات وتكتيكات) في حالة مستمرة من التشكُّل والتطبيق وإعادة التقويم والمراجعة والتنقيح، وبالتالي فإن القيادة الاستراتيجية تعد عملية لا تنتهي من التعلم، ومن هنا يساعدك هذا الكتاب على تحويل مؤسستك إلى محرك للميزة التنافسية المستدامة، إلى جانب تحويل مهاراتك الشخصية والتقنية إلى ممارسة قيادية قادرة على بناء مؤسسة تمتلك المقدرة على تعميق الرؤى المتبصرة والأداء الرفيع باستمرار.
مؤلف كتاب كيف تصبح قائدًا استراتيجيًّا؟ دورك في نجاح مؤسستك الدائم
ريتشارد ل. هيوز : هو كبير موظفي قسم المشاريع في (مركز القيادة الإبداعية)، ينصبُّ جل اهتمامه على دراسة أفكار المدراء التنفيذيين والفرق العاملة معهم، عمل لمدة 10 سنوات كأستاذ ورئيس قسم العلوم السلوكية والقيادية في أكاديمية “القوى الجوية الأمريكية”، وقد حصل على إجازة في العلوم من ذات الأكاديمية، إضافة إلى حصوله على درجة الماجستير من جامعة تكساس الأمريكية، كما حصل على درجة الدكتوراه في علم النفس السريري من جامعة ويومنغ، شارك في تأليف كتاب: “القيادة: تعميق العبر المستمدة من التجربة”.
كاترين كولاريللي بيتي : هي مديرة مجموعة الانتساب المفتوح في فرقة القيادة ومجموعة المؤسسات التابعة لمركز (القيادة الإبداعية)، أسهمت في جهود شركة “إنهويزر بوش” لتطوير القادة المستقبليين للشركة، كما شاركت في برنامج تطوير القيادة للمهندسين في شركة ‘جي آي ميديكال سيستمز”، حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة إلينوي، وحصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه في علم النفس التنظيمي والمؤسسي من جامعة سانت لويس.
معلومات عن المترجم:
معين الإمام: هو مترجم بارع، أثرى المكتبة العربية بأكثر من مئة كتاب، من بينها:
جرأة الأمل: أفكار عن استعادة الحلم الأمريكي.
اللورد جيم.
ما بعد الحداثة والعقل والدين.
والعقل والحرية والديمقراطية في الإسلام.
حرب بلا نهاية: وظائف خفية للحرب على الإرهاب.
الإمبرياليون الجدد: أيديولوجيات الإمبراطورية.