التأثيراتُ الخارجيةُ يمكن أنْ تؤثرَ على خَيَاراتِنَا
التأثيراتُ الخارجيةُ يمكن أنْ تؤثرَ على خَيَاراتِنَا
إنَّ التأثيراتِ الخارجيةَ تؤثرُ بشكلٍ كبيرٍ على خَيَاراتِنَا وحكمنا على الأمور. على سبيل المثال، ربما تعتقدُ أنك حققتَ صَفْقَةً جيدةً بشرائِكَ لمنتجٍ، انخفضَ سِعْرُه من 40 دولارًا إلى 35. ومع ذلك، فلن ترى أنّ الـ 35 دولارًا صفقةً جيدة، إذا وجَدتَ المُنتجَ نفسَهُ يُباعُ بسعرِ 30 دولارًا.
ردود أفعالِنَا العاطفيةُ أيضًا، تؤثر علينا. مثلًا، عندما نتعرضُ لأخبارِ سيئة، عادة ما سنترُكُ عواطِفَنَا تؤثرُ على حُكمِنَا على الأمور.
على سبيل المثال، إذا قرأنا أخبارًا حول تحطُّمِ طائرة، فقد نبدأُ بالاعتقادِ أنَّ الطائراتِ ليستْ آمنة، حتى لو كانت حوادثُ الطيرانِ إحصائيًا نادرةً للغاية. ستبدأُ عُقولُنَا -دون وعي- في تصديقِ المَخَاطِرِ، حتى لو لم تكن عقلانية.
إنّ فَهْمَ تأثيرِ ذلك علينا، يمنحُنا القدرةَ على تقليلِ هذا الاتجاهِ الغيرِ منطقيٍ، واتخاذِ قراراتٍ أفضلَ وأكثرَ منطقيةٍ ودقة.
أيضًا، على سبيل المثال، تخيلْ أنكَ تُجري اختبارًا، وأنّ هناك سؤالًا يتضمنُ أربعةَ خَياراتٍ للإجابة عليه. إذا لم تكن متأكدًا من الإجابة، فمن المحتملِ أنك ستحددُ الإجابةَ التي تبدو مألوفةً أكثر، وذلك لأنّ عُقولَنَا تفترضُ تلقائيًا أنّ ما هو مألوفٌ، يجب أن يكون أيضًا صحيحًا.
إذا كنتَ على درايةٍ بتأثيرِ ذلك عليك، فمن المُرجحِ أنْ تستخدمَ التفكيرَ العقلانيَ، وتصِلَ إلى إجابةٍ ملائمةٍ أكثر.
بنفسِ الطريقة، إذا طَبّقْتَ تفكيرًا عقلانيًا، للتفكير في حوادثِ تَحطمِ الطائرات؛ فستدرك أن فرصَ حدوثِهَا لك، منخفضةٌ جدًا.
الفكرة من كتاب التفكيرُ السريع والتفكيرُ البطيء
في هذا الكتاب، يشرحُ عالِمُ النفسِ، الحائزُ على جائزةِ نوبل في الاقتصاد “دانييل كانيمان” طريقةَ عملِ عُقُولِنَا، وكيف يعملُ النظامان اللذان يوجّهانِ أفكارَنا. وَفقًا للكاتب، فإن فَهْمَ كيفيةِ عَمَلِ هاتينن الطريقتين للتفكيرِ؛ سيساعدنا في اتخاذِ القرارات الشخصيةِ والمِهْنِيّةِ الصحيحة.
مؤلف كتاب التفكيرُ السريع والتفكيرُ البطيء
حصل دانيال كانيمان على الدكتوراه، وعلى جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2002. وهو كبير الباحثين في كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية، وهو أستاذ فخري في علم النفس في جامعة برينستون، وزميل مركز العقلانية في الجامعة العبرية في القدس.