البينالي وسيلة تعبير ثقافية وسياسية
البينالي وسيلة تعبير ثقافية وسياسية
بداية يعرف البينالي “وهي كلمة إيطالية الأصل” على أنه معرض أو مهرجان تُعرض فيه الإنجازات الثقافية وجميع أشكال الفنون، ويشارك فيه فنانون من ثقافات ودول مختلفة، وقد يُدعى إليه فنانون معينون بشكل خاص للحضور أو الاشتراك كضيوف شرف.، شأنها في ذلك شأن المتاحف والفاعليات العالمية كالأولمبياد وكؤوس كرة القدم من حيث تأثيرها في الاقتصاد ودعمها للسياحة واستغلال الشركات الاقتصادية في الترويج لمنتجاتها.
يتم استغلال البيناليات في العرض التاريخي وتقريب الصورة الحالية لأوضاع البلاد والسكان من خلال تطويع الفنون بسائر أشكالها لذلك، بل وتستخدم مثل هذه المعارض للترويج السياسي والفكري لشتى أنحاء العالم، لكونها محل نظر واستقطاب للمهتمين من جميع الدول، عملية متداخلة من التأثير والتأثر، فمن جهة كونها متأثرة بالأوضاع السياسية والاقتصادية والتاريخية ومن جهة كونها مؤثرة في الواقع وفي الأفكار وموجهة للعقول بل وللتوجه الفني العالمي أيضًا بشكل عجيب!
من بين أمثلة عدة طرحها الكاتب نذكر منها البينالي التركي الذي يُقام في إسطنبول كجزء من جهود الحكومة التركية في إثبات جدارتها أمام الاتحاد الأوروبي، وأن شعبها يتمتع بالمعايير العلمانية والنيوليبرالية اللازمة للانضمام إلى الاتحاد!
بالطبع لا تنجح كل البيناليات في توصيل أفكارها أو توصيف واقع المدن المُقامة فيها، بل إن بعضها كالذي أقيم في جنوب إفريقيا مثلًا أثار استياء السكان المحليين ورأوه رفاهية لا تمثل واقع الحياة بل وكلفة لم تستطع البلاد تحملها!
وهكذا تُخفي اللوحات والمجسمات تحتها أفكارًا ورؤى وتوجهات توجه معها العالم، مما يدعوك لأن تفكر ألف مرة قبل أن تنبهر بلوحة فاتنة معلقة في أحد المعارض!
الفكرة من كتاب الفن المعاصر: مقدمة قصيرة جدًا
يُقال إن مصطلح تأثير الفراشة يشير إلى أن الفروق والتغيرات الديناميكية البسيطة التي تكون في بداية الحدث تنتج عنها تغيرات وتأثيرات ونتائج متتالية قد يفوق حجمها الحدث الأصلي وقد يمتد أثرها إلى ما لا يُتوقع!
ويبدو أن ما يشهده العالم من تقلبات سياسية واقتصادية وفكرية اليوم وعلى مدار الزمان تُخضعنا لتأثير الفراشة، فتمتد آثار تلك التقلبات والتطورات لتشمل جوانب عدة من حياتنا لم نكن نتوقع أنها متأثرة بفعل هذا كله، مجالات وجوانب عدة كنا ننظر إلى بعضها مثلًا باعتبارها وسائل ترفيه “بريئة” تتم صناعتها والعمل عليها لإسعادنا فقط، وبعضها صنُع ليسهل مزيدًا من التواصل والتقارب، والبعض الآخر لتلبية احتياجاتنا من الغذاء والدواء، لكن بعد قراءتك لهذا الكتاب ستتغير نظرتك ليس تجاه الفن فقط كما هو عنوان الكتاب ولكن تجاه كل شيء من حولك تقريبًا!
مؤلف كتاب الفن المعاصر: مقدمة قصيرة جدًا
جوليان ستالابراس، محاضر متخصص في تاريخ الفن في معهد الفنون بلندن، إلى جانب كتابه هذا فهو كاتب في العديد من الصحف والمجلات أيضًا، كمجلة Evening standard.
معلومات عن المترجمة:
مروة عبد الفتاح شحاتة، خريجة جامعة عين شمس، قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن، وحاصلة على دبلوم الترجمة التحريرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة أيضًا، تعمل حاليًّا مراجع ترجمة لدى مؤسسة هنداوي، من الكتب التي ترجمتها أيضًا:
الحركة التقدمية في أمريكا.
الرأسمالية والحرية.
رقصة الظلال السعيدة.