البيئة على المدى القريب
البيئة على المدى القريب
فقدت حركة أنصار البيئة بعض التأييد بعد محاولة إرجاء مشروع أنابيب ألاسكا رغم أزمة الطاقة الحرجة، والحقيقة أنهم اعتادوا معارضة كل مشروع كبير كأنها مسألة مبدأ، وربما يتسبب تدخلهم في خسائر أكبر بكثير من الخسائر التي يحذرون منها، وليس مشروع الأنابيب وحده من وقعت عليه اللعنة، فقد عارضت الحركة نفسها مشروعات استخراج الفحم وتحويل الطاقة والتنقيب عن البترول والغاز في قاع المحيط، ذلك لأن التشريع خلال العقد الماضي أعطى الحق لأي شخص أن يتدخل في أي مشروع مقترح فلم يخلُ الأمر من التطرفات والمبادرات السياسية.
لكن لا يمكن إنكار نجاح تشريعات أخرى في ما يخص حماية البيئة، إذ تضمن القانون الفيدرالي لحالة المياه الصادر عام 1972م أن تُستخدَم أفضل الوسائل التكنولوجية للتحكم في التلوث حتى نصل إلى درجة الصفر في تصريف عناصر التلوث في المياه الصالحة للملاحة بحلول عام 1985م، وبالفعل ظهرت بدايات لتنظيف الأنهار والمجاري المائية، ونتوقع أن يتم احتواء التلوث بمزيد من التشريعات.
أما في ما يتعلق بالتكنولوجيا التي أنتجت سيارات تلوث الهواء، فنتوقع أن تبني التكنولوجيا نفسُها محركات جديدة تعتمد على احتراق وقود نقي كالغاز الطبيعي أو الهيدروجين، ولعل الخليفة المرجح لمحرك الاحتراق الداخلي هو السيارة الكهربائية ذات التكلفة الأقل والفاعلية الأكبر في استهلاك الطاقة، وإن كانت تعاني الآن بعض مشكلات اختزان الطاقة والوقت اللازم لإعادة شحن البطاريات فإننا نتوقع انتشارها على نطاق واسع في غضون خمسين عامًا.
الفكرة من كتاب العلم بعد مائتي عام: الثورة العلمية التكنولوجية خلال القرنين القادمين
ضمت سبعينيات القرن الماضي ضربات قاصمة، تجارب مميتة وتكنولوجيا مدمرة وموارد محدودة وأفواهًا جائعة تتزايد باطراد، وعلى الصعيد السياسي ظهرت حركات تحرر وسباقات تسلح وحرب نووية يوشك أن يُشعَل فتيلها، واكتملت الظلمة بأزمة البترول التي افتعلها العرب، أو هكذا يرى الكاتب.
هذا التسلسل السريع للأحداث عدَّه البعض جرس إنذار لإقناع العالم بتغيير وجهته، وعدَّه الآخرون مجرد خوف مفرط ومبالغة في الحذر، وكان كاتبنا من النوع الأخير.
الكتاب أصدره معهد هدسون في السبعينيات إبان احتفال أمريكا بمرور مئتي عام على استقلالها، يبدي وجهة النظر الأمريكية على المخاطر التي شغلت الرأي العام تلك الفترة، كمخاطر النمو السكاني والتكنولوجي ونفاد الطاقة والموارد الطبيعية وتلوث البيئة.
مؤلف كتاب العلم بعد مائتي عام: الثورة العلمية التكنولوجية خلال القرنين القادمين
هيرمان كان: عالم فيزيائي ورياضي ومؤسس ومدير معهد هدسون للأبحاث.
وليام براون: عالم فيزيائي درس في جامعة كاليفورنيا، متخصص في الاستراتيجية العسكرية ومهتم بدراسات الطاقة وموارد البيئة.
ليون مارتل: عالم سياسة درس العلاقات الدولية والسياسة السوفيتية في جامعة هوفتر، وله تجربة في المخابرات العسكرية والسياسة، ومهتم بدراسات الأمن القومي الأمريكي.
معلومات عن المترجم:
شوقي جلال: تخرج فـي كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الفلسفة وعلم النفس عام 1956م، وترجم للمكتبة العربية أكثر من اثني عشر كتابًا في الفلسفة وعلم النفس، وله عدة أعمال منها:
بافلوف وفرويد.
الأصوات والإشارات.
إفريقيا في عصر التحول الاجتماعي.