البيئة التربوية.. كيف يجب أن تكون؟
البيئة التربوية.. كيف يجب أن تكون؟
تهيئة بيئة تربوية جيدة تناسب المستقبل هي تحدٍّ كبير يواجه الأسر، وبخاصة مع النزعة التقليدية التي تهاب التجديد والمخاطرة. لذا فإن تلك البيئة التربوية المرجوَّة يجب أن تكون فيها عناية متواصلة بالطفل وملاحظة قريبة له لإظهار قدراته الكامنة، وتواصل وتفاعل بين الطفل ووالديه، ودعم مادي ومعنوي له، كما يجب أن تكون بيئة ثرية ثقافيًّا، غنية بالكتب وبمصادر المعرفة المختلفة كالمجلات والألعاب وغيرها، حتى إن لم يكن الأب والأم قد حظيا بمستوى عالٍ من التعليم.
ومن الضروري أن يكون الوالدان متحابين متفاهمين كي يتهيَّأ جوٌّ من السكينة والطمأنينة والاستقرار للطفل، وهو جوٌّ لا يحظى به إذا كان المنزل ساحة حرب باردة بين الوالدين، وأن يكونا على دراية بالأساليب التربوية الصحيحة المناسبة، فلا يتردَّدان في تعلم المزيد عن التربية عن طريق الوسائل المختلفة كالكتب، ومن تلك الأساليب التشجيع على المبادرة والإبداع والاستقلالية، وتهيئة صحبة صالحة، والتوسُّط بين التدليل والإهمال، وأن يكون بين أفراد الأسرة احترام وتشجيع، ولهم انتماء ديني واحد، وموقف واحد محدد من الأحداث حولهم، والمسؤولية بينهم مشتركة في صلاح الأسرة وتماسكها.
الفكرة من كتاب ابن زمانه.. التربية من أجل المستقبل
هذا الكتاب واحدٌ من سلسلة “التربية الرشيدة” للمؤلف، يحاول فيه استشراف المستقبل، ويؤكد ضرورة إعداد الأطفال له ليكونوا أبناء زمانهم، ويؤكد أهمية غرس الإيمان العميق فيهم، في بيئة تربوية طيبة ثرية، مع العناية بفكرهم وأخلاقهم أيضًا، ودفعهم إلى المبادرة والقيادة والتأثير في غيرهم، وتشجيعهم على النجاح والتفوق في مختلف نواحي الحياة، ويوضح الكاتب مقاصده من خلال العديد من الحكايات والأمثلة الحياتية التي يرويها، فإن بناء جيل صالح ناجح ومشارك في الإصلاح يقتضي تربية رشيدة واعية.
مؤلف كتاب ابن زمانه.. التربية من أجل المستقبل
عبد الكريم بكار، واحد من المؤلفين البارزين في قضايا التربية والفكر الإسلامي. حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وعلى الماجستير والدكتوراه من قسم أصول اللغة بالكلية نفسها بجامعة الأزهر، وكان عنوان رسالة الدكتوراه: “الأصوات واللهجات في قراءة الكسائي”، وقاد مسيرة أكاديمية عمرها 26 عامًا بالتدريس في جامعات مختلفة، ثم استقال في 2002 ليتفرَّغ للتأليف والعمل الدعوي.
له الكثير من المحاضرات، وشارك في العديد من المجلات والصحف العربية، وألَّف أكثر من أربعين كاتبًا، منها أكاديمي متخصِّص مثل: “الصفوة من القواعد الإعرابية”، و”ابن عباس مؤسس علوم العربية”، ومنها تربوي وفكري مثل: “تأسيس عقلية الطفل”، و”العيش في الزمان الصعب”، و”ثقافة العمل الخيري”، و”نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي”، و”تشكيل عقلية إسلامية معاصرة”، و”القراءة المثمرة: مفاهيم وآليات”، و”حول التربية والتعليم”، و”المتحدث الجيد”.