البنك المركزي
البنك المركزي
قامت البنوك المركزية في الأساس بهدف المساعدة للسيطرة على التقلبات الاقتصادية الحادة، عبر ممارسة دورها الرقابي على البنوك التابعة بغرض التحكم في الكتلة النقدية المتداولة، ومن ثمَّ تحقيق الاستقرار النقدي، ولذا كان من أهم امتيازات تلك الكيانات الاقتصادية العملاقة احتكار صناعة النقود وطباعتها، وبشكل عام يمكن القول تاريخيًّا إن هذه الامتيازات الحصرية التي قد حصلت عليها المصارف المركزية، كانت نتيجة هذا الزاوج الكاثوليكي بين المال والسياسة لا سيما خلال القرن التاسع عشر، كما حدث بين المصرفيين في روتشيلد والعائلات الملكية في أوروبا في ذلك الوقت.
وجدير بالذكر الإشارة إلى أن فكرة البنك المركزي قامت في الأساس عبر مبادرات شخصية من رجال أعمال أغنياء، رأوا فيه فرصة استثمارية هائلة لجني الأرباح وفق مصفوفة منخفضة المخاطر والتكلفة، وظل الوضع هكذا طيلة أربعة قرون تقريبًا إلى أن أصبحت معظم تلك البنوك تحت سيطرة الحكومات في القرن العشرين، ما عدا مصرفي بلجيكا والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فما زالا يخضعان لسيطرة بعض الجهات الخاصة، لذا فهما يتمَّتعان بقدر أكبر من الاستقلالية في توجيه السياسة النقدية للبلاد مقارنةً بباقي البنوك المركزية الأخرى حول العالم.
ومع أن الوظيفة الأساسية لتلك المصارف هي إحكام السيطرة على البنوك التجارية التابعة، ومنعها من الإقدام على أي تصرف غير مسؤول من شأنه أن يؤدي إلى خلل في النظام المالي أو التسبُّب في انهياره بأكمله، نجد أن دخول تلك المصارف حلبة المنافسة الدولية مع نظيرتها من الدول الأخرى أدى إلى بعض الخلل في أداء مهامها، حيث غضَّت الطرف عن بعض الممارسات الخاطئة للبنوك التجارية التابعة، ورغم تلك الإخفاقات فلا يزال هناك اعتقاد سائد أن التنظيم الذاتي هو السبيل الأفضل لمعالجة أخطاء تلك المؤسسات المالية، فإن الأمر بدأ يأخذ طابعًا دوليًّا عبر القواعد والإرشادات الصادرة عن بنك التسويات الدولية، ويمكن اعتباره بصورة مبسطة المصرف المركزي للبنوك المركزية حول العالم.
الفكرة من كتاب الانهيار الكبير: حروب الذهب ونهاية النظام المالي العالمي
اللعبة ستنتهي يومًا ما، الكل يعلم تلك الحقيقة مسبقًا ولكن مع ذلك يستمرون في اللعب! فالأوراق البنكية التي نتعامل بها اليوم بيعًا وشراءً ليست من المال في شيء، فما هي إلا مجرد لعبة تم إجبار العالم على اللعب وفقًا لقواعدها، ومما ساعد على استمرارها حتى وقت قراءتك لتلك الكلمات هو أن فئة قليلة من المهتمين بالشأن المالي هم من يعرفون الحقيقة، ولكي تعرف ما أرمي إليه بعد تلك المقدمة فهيا لأحكي لك الحكاية من بدايتها.
مؤلف كتاب الانهيار الكبير: حروب الذهب ونهاية النظام المالي العالمي
ويليم ميدلكوب : هو رجل أعمال ومعلِّق سابق في سوق الأوراق المالية، وُلِد في أغسطس عام 1962م في سويسرا لأبوين هولنديين، وتعلَّم صناعة الملابس في أمستردام وعمل بين عامي 1980 و2000 مصورًا صحفيًّا، وبين عامي 1998 و2000 كان رئيس تحرير الصور في جريدة محلية، بالإضافة إلى ذلك عمل ميدلكوب لفترة وجيزة كمراسل في عام 1991 أثناء بدء قناة مدينة أمستردام AT5، وبدأ بعد ذلك رحلة استثمار في العقارات، كما أسَّس متجرًا للراغبين بالاستثمار في الذهب، وهو أيضًا عضو المجلس الاستشاري لمركز الأبحاث الاقتصادي بلندن.
له العديد من المؤلفات، ومنها: “عندما ينخفض الدولار”، و”أزمة النفط الدائمة”، و”النجاة من أزمة الائتمان”.
معلومات عن المترجم:
ابتسام محمد الخضراء: قامت بترجمة العديد من الأعمال، ومنها “الانهيار الكبير”، و”السعادة: مقدمة مختصرة جدًّا”، و”السببية: مقدمة شديدة الاختصار”.