البكاء وأسبابه
البكاء وأسبابه
خلال الأشهر الأولى من عمر الطفل لا يملك إلا طريقة وحيدة للتعبير عن مشاعره واحتياجاته الأولية خلال هذه الفترة، وهي البكاء، فما أسباب البكاء الكثير للطفل؟
في الأيام الأولى من العمر يبكي معظم الأطفال بسبب انتقالهم من الرحم وسكونه إلى العالم الخارجي وتغيُّراته؛ كاختلاف الضوء والظلام واختلاف درجات الحرارة، وبعد انتهاء الفترة الانتقالية فيما يقارب أربعين يومًا يبدأ الطفل في تنويع بكائه حسب مطالبه.
فهناك بكاء الجوع متواصل مستمر، ويكون بعد ساعتين أو ثلاث ساعات من الرضعة السابقة، وهناك بكاء العطش؛ فيجب إعطاء الطفل الماء بين الرضعات ابتداءً من الأسبوع الأول بمقدار ثلاث ملاعق ثلاث مرات يوميًّا، ولوحظ أن الطفل الذي يشرب لبنًا خارجيًّا يحتاج إلى الماء أكثر من الرضيع من الثدي؛ حيث يكون أكثر ظمأً بسبب ارتفاع الأملاح المعدنية في الألبان المجفَّفة، وقد يبكي الطفل بعد إتمام الرضاعة والتجشُّؤ لرغبته في التجشؤ مرة ثانية وخروج الهواء، فيحتاج إلى قسط آخر من اللبن لملء معدته، وهناك بكاء أثناء التبوُّل نتيجة ضيق فتحة البول في الذكور فيستلزم توسيعها، وقد يبكي الطفل بسبب برودة جسمه والأطراف في الشتاء أو برودة الفراش أو بسبب الشعور بالدفء الزائد، وهناك بكاء المغص المتقطِّع وله نغمة عالية، فيضم الطفل الفخذ نحو البطن، ويحمر وجهه وقد تخرج بعض الغازات.
وفي بداية حياة الطفل لا تقلقه من نومه الأصوات والحركات العادية، ولكن لو اعتادها أو اعتاد تهامس الأفراد إلى جانبه، فبعد ذلك قد لا يستطيع النوم دون ذلك، ولذا من المهم تركه ينام حيث مستوى الصوت عادي، أما في فترة الأشهر الستة الأولى حينما يذهب الطفل للنوم فإنه لا يستيقظ بسرعة، وإذا استيقظ لا يذهب إلى النوم مرة أخرى حتى يأكل، أي الاستيقاظ في هذه الفترة مرتبط بشكل أساسي بالطعام، ويجب أن تعلم الأم أن طفلها كلما كبر قلَّت حاجته إلى النوم، ويبقى مستيقظًا لوقت أطول، لذا من المهم تثبيت نظام لنوم الطفل.
الفكرة من كتاب أنا وطفلي والطبيب
نُولد كلنا أطفالًا، ونمر بنفس المراحل العمرية، وتُعاني أغلب الأمهات الجهل بكل أمور التربية خصوصًا في طفلها الأول، فيحاول الكاتب هنا تكوين مرجع شامل للأم المصرية والعربية في كل الأمور المتعلقة بالعناية بالطفل، وتنشئته وتربيته السليمة، وكيفية التصرف في أثناء حالاته المرضية.
مؤلف كتاب أنا وطفلي والطبيب
إبراهيم شكري: هو أحد أهم أطباء الأطفال في مصر والعالم العربي، ويقدم الكثير من الأبحاث والتجارب الإكلينيكية للإجابة على كل التساؤلات التي تخصُّ حياة الطفل اليومية، ورعايته وأمراضه الشائعة.