البعد عن منهج الله (عز وجل)
البعد عن منهج الله (عز وجل)
البعد عن الله سبب شقاء الإنسان وتعاسته، وسبب شقاء جميع المخلوقات من حوله، لأن الذي خلق الإنسان ويعلم ما يصلحه ويفسده هو الله، وهذا ليس كلامًا مرسلًا يلقى على عواهنه، بل حقيقة ثابتة، وأمتنا اليوم تسير نحو السراب الذي يحسبه الظمآن ماء، وكلما اتجهت غربًا ازدادت بُعدًا عن منهج الله (عز وجل)، وعن طريق الحق والرشاد وهي تظن نفسها أنها تبحث عن طريق النهضة والتقدم ولكن هيهات هيهات.
ومن المُبكيات انشغال المسلمين بأنفسهم وانغماسهم في كثير من الشهوات والملذات، فصرنا ضعفاء لا قيمة لنا كما جاء في الحديث الشريف: “يوشكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعَى عليكم كما تَدَاعَى الأَكَلةُ إلى قَصْعَتِها”، وقد تداعت بالفعل، والواقع خير شاهد، فصرنا في مرحلة القصعة المستباحة، بسبب بعدنا عن منهج الله يأكل ويتصارع عليها الغرب، والعرب قوم لا يصلحهم إلا دين ولا يجمع شملهم إلا رسالة، ولا ينير عقولهم وتفكيرهم إلا نور النبوة، يقول مالك بن نبي بعدما تكلم عن المشكلة: “يجب أن يتوافر لدينا مؤثر الدين الذي يغير النفس الإسلامية”، وقد وبَّخ من أنكروا تلك الحقيقة فقال: إن التردُّد في الإجابة عن هذا السؤال بالإيجاب لا يدل إلا على جهل بالإسلام، وبصفة عامة بتأثير الدين في الكون، مؤكدًا صلاحية الدين لكل زمان ومكان.
الفكرة من كتاب معوقات النهضة العلمية في الدول العربية والإسلامية
إن المتأمل في واقع العرب والمسلمين اليوم يدرك لأول وهلة التخبُّط الذي يعيشون فيه، والعشوائية التي يتعاملون بها مع كل صغيرة وكبيرة من شؤون حياتهم، ويلاحظ كذلك غياب المنهج العلمي عن حياتهم الخاصة والعامة، وهذا هو السبب الرئيس لمعاناتهم في مجالات كثيرة، وتخلُّفهم عن ركب الحضارة التي وضع أسلافهم أسسها ومناهجها، وتلك المجتمعات العربية والإسلامية تعاني من ثالوث مدمر قادر على الفتك بها وبأقوى الأمم، والعقول العربية مغيَّبة ومقيَّدة وممنوعة من التفكير، والدليل على ذلك أن لديهم المنهج الذي ساد به أوائلهم، لكنهم أعرضوا عن هذا المنهج ولم يأخذوا به وذهبوا يلتمسون الحل في مناهج أخرى وضعية تخلى عنها أصحابها.
مؤلف كتاب معوقات النهضة العلمية في الدول العربية والإسلامية
محمد إبراهيم خاطر: كاتب وحاصل على بكالوريوس العلوم في الكيمياء، ودبلوم الدراسات الإسلامية، ويعمل مدربًا، وله عدد من الكتب منها: “عصر الرقص”، و”الإعلام والتوعية البيئية”، و”السلامة الصحية والمواد الخطرة”، و”الشباب ودورهم في التغيير والإصلاح”، كما أن له أكثر من 1000 مقال نُشرَت بصحيفة الوطن القطرية، وعدد من المجلات والمواقع الإلكترونية.