البط الدميم: رحلة اكتشاف الذات
البط الدميم: رحلة اكتشاف الذات
فقست بيضة غريبة في الصيف؛ فخرج منها صوص (كتكوت) كبير الحجم وبشع دميم، فاصطحبته أمه إلى الماء لتتأكَّد إن كان فرخًا روميًّا كما تقول بطة عجوز أو لا ولكنه أبدى مهارة فيها وأثبت بذلك أنه ليس روميًّا، وذهبت البطة الأم بكل أفراخها إلى ساحة تجمُّع البط كله، وهناك لاقى الصوص الدميم قسوة المعاملة والتعدي عليه، بل وفي حياته كلها، إذ كانت الأم تحلم برحيله عنها وكذلك إخوته تمنَّوا لو خطفته هرة!
يَئسَ المسكين وهرب إلى المستنقع ثم فرَّ منه بأعجوبة بعد أن امتلأ بالصيادين ورصاصهم الكثيف، ووصل أخيرًا إلى مزرعة امرأة عجوز يعيش معها هرٌّ هو سيد البيت ودجاجة هي سيدته، فعاش بينهما في جو من التسلُّط يُمارسانه عليه، وذات يوم قال الصوص الدميم للدجاجة إنه يرغب في نزول الماء فعارضته وسفَّهت من رغبته فهرب الصوص إلى الخارج، وفي الخريف لمح الصوص مجموعة من طيور البجع البيضاء الجميلة والرشيقة شعر معها بارتباط غريب لكنها رحلت عن المكان، وفي الشتاء ظل يتحرك في المكان الذي يعيش فيه كي لا يتجمَّد من الثلج ولكنه تعب وتوقف عن الحركة وعلق في الثلج، رآه أحد المزارعين فأنقذه، أما في الربيع فرأى طيور البجع الجميلة التي رآها من قبل قادمة إليه بريش منفوش فظنَّ أنها ستقتله، فاستسلم لذلك وانحنى برأسه نحو سطح الماء فانعكست صورته عليه، وكانت المفاجأة أنه هو نفسه ذكر من البجع الذي أُعجب به!
لا يختلف حالنا في العمل كثيرًا عن الصوص الدميم، إذ يواجه كثير من الناس تمييزًا ضدهم في العمل وتسلطًا من بعض المديرين وزملاء العمل متصلِّبي الرأي ومن ثم يُحبطون وييأسون.
تعلِّمنا تجربة الصوص الدميم أن نخوض رحلة شاقة لاكتشاف الذات، فلا نأخذ بالآراء السلبية لأنها ليست تضر بحد ذاتها وإنما يكون الضرر في الإيمان بها وتبنيها، وعلينا كذلك أن نسمح لأنفسنا بأن نكون على طبيعتنا وأن نتبع شغفنا، فحتمًا سنجد ذواتنا هناك، وبالتالي تموت الهوية المزيفة داخلنا لتحيا الهوية الأصلية كما حدث للصوص عندما رأى انعكاس صورته.
الفكرة من كتاب البط الدميم يذهب إلى العمل
تستلهم ميتي نورجارد العبر والحكم في ست قصص خيالية من قصص هانز كريستيان أندرسون وتسقطها على بيئة العمل والحياة المهنية بهدف رفع كفاءة مستوى الحياة المعيشية، فتجد أن كل شخصية وكل حدث في القصة يرمز إلى شيء ما في حياتنا أو يمثل شخصية بعينها في العمل.
مؤلف كتاب البط الدميم يذهب إلى العمل
ميتي نورجارد Mette Norgaard: مدربة دنماركية، حاصلة على الماجستير في إدارة الأعمال والدكتوراه في التطوير والتنمية البشرية، وشاركت في تأليف كتاب “TouchPoints: Creating Powerful Leadership Connections in the Smallest of Moments”.
معلومات عن المترجم
شكري مجاهد: كاتب ومترجم مصري حصل على الدكتوراه عام 1997م، وعمل أستاذًا للأدب الإنجليزي بجامعة عين شمس، وكان رئيسًا للمركز القومي للترجمة في العام 2015.