البطولة الناصرية محليًّا وعربيًّا
البطولة الناصرية محليًّا وعربيًّا
بدأت البطولة التي تميز بها عبد الناصر وقت حادثة المنشية في الـ26 من أكتوبر عام 1954م بغض النظر عن شكوك تدبيرها، وكان عبد الناصر وقتها رئيسًا للوزراء يلقي خطابًا في ميدان المنشية بالإسكندرية، ليتم فيها إطلاق النار عليه، لكنه نجا وأكمل بخطاب حماسي شهير له، ما أعطاه بطولته الشخصية بعد تمجيد الصحف والإعلام آنذاك، لا سيما لارتباط الحادثة بعقد معاهدة الجلاء ومؤتمر عدم الانحياز، أما ما حوّله إلى بطل قومي فعليًّا فهو تأميم قناة السويس في عام 1956م، فأصبح عبد الناصر رمزًا للتحرر الوطني البطولي.
أما عن المنطقة العربية فكان الوضع مُهيئًا لتكوين أسطورته كذلك، خصوصًا بعد التأميم، وكان ذلك واضحًا في أثناء استقباله في سوريا عام 1958م حتى قيل إنه بويع كخليفة صلاح الدين، واعتبره الصحفيون البارزون آنذاك كهيكل مثالًا للرجل الذي يؤمن بنفسه فيؤثر فيمن حوله، والتابعي الذي اعتبر أن عظمته نابعة من نفسه.
تميز وضع عبد الناصر بالمركزية الشديدة، بمعنى أن تخضع كل شؤون الدولة لرقابته وسيطرته، حتى ولو كانت سلطة مستقلة كالبرلمان، كما كان للرئيس حق تعيين كبار الموظفين ومتوسطيهم في كل القطاعات وفصلهم دون الرجوع إلى سلطة القضاء، هذا بالإضافة إلى إصدار القوانين دون الرجوع إلى مجلس الأمة، وإصدار عبد الناصر بنفسه دستوري 1958 و1964 دون استفتاء.
الفكرة من كتاب الزحف المقدس
في أعقاب نكسة 5 يونيو 1967م وخسارة سيناء، سادت الصدمة المُفاجئة بين الجماهير المصرية التي غُيّبت بأكاذيب إعلامِ نظامِه، وكما كان مُتوقعًا لشعبٍ سيتعامل مع نظامِه الفاشل بعد الهزيمة، نراه يُفاجئ العالم بخروجه طالبًا عدم تنحي رأس ذلك النظام جمال عبد الناصر، يُحلِّل هذا الكتاب الذي بين أيدينا الوضع آنذاك، ليذكر الأمر من بداية وصول الضباط الأحرار إلى السلطة، باحثًا عن كل ما كان سببًا في مظاهرات يومي 9 و10 يونيو المُطالِبة بعدم تنحِّي رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر.
مؤلف كتاب الزحف المقدس
شريف يونس: كاتب سياسي مصري، وعضو مؤسس بهيئة تحرير البوصلة، تركَّزت أعماله على التاريخ والفكر السياسي والأيديولوجيا، وحصل كتابه “البحث عن الخلاص” على جائزة الأدب السياسي بمعرض الكتاب عام 2015م.
من أهم أعماله: سيد قطب والأصولية الإسلامية، نداء الشعب: تاريخ نقدي للأيديولوجيا الناصرية، والبحث عن الخلاص: أزمة الدولة والإسلام والحداثة في مصر، وسؤال الهوية: الهوية وسلطة المثقف في عصر ما بعد الحداثة.