البراعة والتصميم
البراعة والتصميم
العنصر الثاني من عناصر النمط “آي” هو البراعة، التي تعني سعي المرء إلى تحسين قدراته، من خلال اتباعِه لرؤية أستاذة علم النفس في جامعة ستانفورد “دويك” حول قدرة المرء على زيادة ذكائه من خلال وضع أهداف تعليمية، وليس أهدافًا مرتبطة بالوصول إلى أداء معين، يُوقف عندهُ المرء رحلته في تطوير مهاراته، مُشيرة إلى أن هؤلاء الذين يتبعون نظرية “الكم المحدد” لا يمكنهم الوصول إلى البراعة التي يتطلبها النمط “آي”، فهم يؤمنون بأن الذكاء محدد ولا يمكن زيادته، وكما أن للنمط “آي” عناصر تعمل على تنشيطه، فإن للبراعة قوانين تساعد على تحفيزها، منها: قانون أن “البراعة ألم” فالطريق إلى تحقيق البراعة والتدفق في العمل ليس طريقًا مليئا بالإزهار،
بل هو ممر شاق ستبذل الجهد والتعب لبلوغه، وهذا ما يُؤكده عالم النفس “أندريس إريكسون” حول أن المواهب الذاتية هي نتيجة ممارسة مكثفة، فالبراعة في الموسيقى والرياضة تتطلب العمل حتى في الأيام التي لا تشعر بأنك تحب العمل فيها، وأما القانون الآخر فهو “أن البراعة خط متقارب” وهذا يعني أن الوصول إلى البراعة الكاملة لن يحدث، بل يمكنك أن تصبح قريبًا من خط البراعة ولكن لا تحوزه، وهذا محبط للبعض، ولكنه عامل مُحفز على السعي والاستمتاع بما تحققه للوصول إلى هذه البراعة.
الآن بعد أن صارت لدينا دُعامتان قويتان لنمط السلوك “آي” هما: الاستقلالية والبراعة، كان لا بُد من وجود عُنصر يحقق التوازن بينهما، وهو “حافز التصميم”، والتصميم هو ما يشكل الفارق الأخير بين نظام التشغيل موتيفيشن 2.0 المُهتم بتصميم بيئة تهتم بالربح المادي فقط دون وجود قيم تقوده، ونظام التشغيل موتيفيشن 3.0 الذي يُعيد هيكلة البيئة لتعطي اهتمامًا بالجانب المادي والغايات النبيلة، وهذا الحافز يعتمد على ثلاثة أمور: وضع الأهداف التي تفيد المجتمع وتحقق مكاسب مالية، وقد فَعلّت شركة “تومز شوذ” هذا المبدأ عام 2006م، حينما وضعت على موقعها “نحن شركة هادفة للربح تعتبر الإحسان أساسًا لها”، والأمر الآخر الذي تطور هو اختيار الكلمات، فسابقًا لم يكن يُسمع من المُديرين كلمات مثل “غاية” و”تحقيق أهداف مجتمعية”، أما الآن فصارت هذه الكلمات علامة على مهارة المُديرين، ولتنفيذ هذه الكلمات والأهداف تُصمم لوائح أخلاقية يُعمل بها.
الفكرة من كتاب الحافز: الحقيقة المدهشة بشأن الأشياء التي تحفزنا
يعتقد البعض أن ما يُحفزنا نحو فعل شيء ما هو رغبتنا في الحصول على المكافأة أو الخوف من العقوبة، وترسخ هذا الاعتقاد في أذهاننا حتى بات ما يُخالفه ضربًا من الهذيان، ومن هنا بدأ الكاتب بحثه عن صحة هذا الاعتقاد، وهل هناك مُحفزات أخرى يمكن أن تكون سببًا في قيامنا بالأمور؟ وما تلك المحفزات وكيف نفعلها؟ كل هذا وأكثر يُجيب عنه الكاتب في رحلته لكشف الحقيقة المُدهشة عن التحفيز.
مؤلف كتاب الحافز: الحقيقة المدهشة بشأن الأشياء التي تحفزنا
دانيال إتش. بينك: كاتب مختص بالكتابة في مجال الأعمال والإدارة، وتُعد مؤلفاته من الأكثر مبيعًا حول العالم تبعًا لمجلة نيويورك تايمز، عَمِل قبل تفرغه للكتابة رئيس تحرير ومراجعة قانون وسياسة مجلة يال، ثم قرر بعدها ترك ممارسة القانون واتجه للعمل في مناصب السياسة والاقتصاد، وكان آخر منصب تقلده هو كتابة خطابات نائب رئيس الولايات المتحدة آل جور.
من مؤلفاته:
كتاب عقل جديد كامل: لماذا سيحكم المبدعون المستقبل؟
When: The Scientific Secrets Of Perfect Timing
To Sell Is Human: The Surprising Truth About Moving Others