البداية

تبدأ قصة حياة الكاتب قبل ولادته، كان والده أحمد أمين يتمنَّى عند زواجه أن يكون له ابنان فقط، ولكن الحياة لم تطاوعه وأنجب ثمانية أبناء كان جلال أمين هو الابن الأخير منهم، كان والده رجلًا قليل الكلام، يأخذ الحياة مأخذ الجد ولا يجد متعة حقيقية سوى في القراءة والكتابة، عمل قاضيًا شرعيًّا ثم بعد ذلك أستاذًا في الجامعة، كان دائم التساؤل حول الموقف الأخلاقي، وكان فكره دائمًا منشغلًا بما هو أعظم شأنًا، ولعلَّه ورث ذلك من أبيه الذي كان أحد علماء الأزهر، أمَّا والدته فلم يكن لديها مثل هذه الصفات التي كانت لزوجها، بل كانت امرأة بسيطة أخف ظلًّا وألطف معاشرة لكنها كانت أكثر مكرًا وأشد دهاءً، توفِّي والداها وهي لم تبلغ العاشرة ثم انتقلت إلى تعيش في بيت أحد أقاربها حتى تزوَّجت، كان الزواج تقليديًّا لا يسبقه علاقة حب قديمة، بل لم يرَ فيه الزوج زوجته قبل الزواج، بل اكتفى برؤية الأم لها كما لم ترَ فيه الزوجة زوجها أيضًا.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

كان لدى جلال أمين سبعة إخوة، الأخ الأكبر محمد، وهو ما كانت صفاته تختلف عن صفات أبيه، حيث كان دائم البحث عن الثروة، أمَّا الأخ الذي يليه عبد الحميد فكان يملك الحس الأخلاقي للأب وقلة الاهتمام بالمال، أمَّا الأختان فاطمة ونعيمة فرغم قرب أعمارهم فإنهم اختلفوا في شخصية كلٍّ منهم كانت فاطمة تنتمي إلى العالم الحديث حيث غلب عليها التمرُّد على السلطة الأبوية والطبع الثوري، بينما كانت نعيمة تنتمي إلى عالم تقليدي بعض الشيء، تزوَّجت وهي في السابعة عشر ولم تكمل دراستها الثانوية، حيث لم تجد متعة في الدراسة ووجدت في الزواج إحدى الفرص للخروج منها.

ولد أحمد في وضع حرج بين جميع هؤلاء الأبناء، كان له عالم خاص خارج المنزل يقضي فيه معظم الوقت ولا يأتي للبيت إلا القليل، أمَّا حافظ فقد كان يغلب عليه الزهد في ماديات الحياة، فكان أكثر ما يهمه هو راحة البال، أما الأخ الأخير حسين فكان يعتقد كونه فريدًا من نوعه وكانت وسيلته إلى ذلك تحصيل أكبر قدر من الثقافة والكتابة.

لا يحتاج كاتب السيرة الذاتية أن يكون شخصًا عظيمًا أو كاتبًا مرموقًا، فكل شخص لديه في مسيرة حياته ما يستحق أن يُروى، فالتمثال الجميل يكمن داخل كل قطعةٍ من الحجارة حتى ولو بدت في الظاهر مجرد قطعة حجارة عادية.
نسير معًا في رحلة مع الكاتب يتحدَّث فيها عن حياته لمحاولة اكتشاف هذا التمثال الجميل بين التفاصيل.

جلال أمين: سياسي واقتصادي مشهور وُلِد عام 1935م، تتميَّز حياته بكثرة الأحداث التي عاصرها والمراحل التي مرَّ بها، تخرَّج في كلية الحقوق جامعة القاهرة، ثم سافر إلى لندن لتحضير الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد، مرَّت حياته العملية معظمها في وظيفة التدريس بالجامعة.
له عدة مؤلفات منها: “كتاب ماذا حدث للمصريين؟”، و”خرافة التقدُّم والتخلُّف”.