البدايات
البدايات
تَوَلَّدَ شغف الريحاني بالتمثيل منذ سن مبكرة، فقد كان بارعًا في إلقاء القصائد بصوت جهوري وحريصًا على المشاركة في تقديم المسرحيات على مسرح المدرسة، وعندما تركها للعمل كموظف في البنك الزراعي بالقاهرة التقى صديقه عزيز عيد، الذي استقال فيما بعد ليؤسس فرقته المسرحية التي قدمت عروضًا لروايات مترجمة عن الفرنسية على مسرح إسكندر فرح في شارع عبد العزيز، وكان يُسنَد إلى الريحاني أدوار ثانوية في تلك المسرحيات، وكان ميالًا إلى أدوار الدراما في بداياته، وترك عمله في البنك ليتفرَّغ للتمثيل.
التحق الريحاني بعدها بفرقة سليم عطا الله، وقدمت الفرقة عرضًا لرواية “شارلمان الأكبر”، وأدى فيها نجيب دور شارلمان بإتقان جعله يغطي على بطل العمل الأول، صاحب الفرقة سليم عطا الله، الذي لم يجد مفرًّا من الاستغناء عن نجيب في نفس الليلة! ليترك بعدها الريحاني التمثيل فترة عمل فيها بشركة السكر في نجع حمادي، لكن لم يطل به المقام فيها حتى عاد إلى القاهرة صفر اليدين بلا عمل ولا مأوى ولا ما يسد رمقه.
التحق بعدها بفرقة أحمد الشامي، وعمل بها ممثلًا ومترجمًا للروايات عن الفرنسية نظير أربعة جنيهات في الشهر، وكانت فرقة جوالة قدمت عروضًا في بني سويف والصعيد وطنطا وغيرها، لكنه عاد مرة أخرى للعمل في شركة السكر بنجع حمادي مقسمًا ألا يعود إلى التمثيل مرة أخرى، وتمَّت ترقيته وحصل على مرتب أربعة عشر جنيهًا في الشهر، وظل في هذه الوظيفة عامين راضيًا بعمله وحائزًا رضا رؤسائه، حتى وصله خطاب من صديقه عزيز عيد يصف له فيه وضع التمثيل في القاهرة وأخبار الفرق المسرحية، وعلى رأسها فرقة جورج أبيض الذي عاد لتوِّه من أوروبا.
عادت فكرة التمثيل إلى عقل الريحاني مرة أخرى، وبدأت أحواله في العمل تسوء حتى اضطرت الشركة إلى التخلي عنه، فعاد إلى القاهرة مرة ثانية، ليبدأ رحلة وصفتها له عرافة بأنه سوف يتنعَّم في الأموال والشهرة.
الفكرة من كتاب مذكرات نجيب الريحاني
يروي فيه المؤلف الفنان المصري نجيب الريحاني سيرة حياته وبداياته في التمثيل ورحلة صعوده حتى أصبح من أشهر الممثلين في تاريخ السينما المصرية.
مؤلف كتاب مذكرات نجيب الريحاني
ممثل مصري فكاهي شهير من أصل عراقي، ولد في العام 1889 وتوفي عام 1949، يعد من أعمدة المسرح العربي، وشكَّلت فرقته واحدة من أهم الفرق المسرحية، وتخرج فيها الكثير من النجوم بعد ذلك، قدم للسينما عددًا قليلًا من الأفلام مثل “سي عمر”، “سلامة في خير”، و”غزل البنات” الذي يعد من أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية.